صفحة جزء
183 - حدثنا حبيب بن الحسن قال : ثنا محمد بن يحيى المروزي قال ثنا أحمد بن محمد بن أيوب قال : ثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن عكرمة أو سعيد بن جبير : أن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش وكان ذا سن فيهم ، وقد حضر الموسم ، فقال لهم : يا معشر قريش ، إنه قد حضر الموسم ، وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه ، وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا ، فأجمعوا فيه رأيا واحدا ولا تختلفوا ، فيكذب بعضكم بعضا ، ويرد قولكم بعضه بعضا ، قالوا : فأنت يا أبا عبد شمس فقل وأقم لنا رأيا نقل به ، فقال : بل أنتم فقولوا وأسمع ، قالوا : نقول إنه كاهن ، قال : ما هو بكاهن ، لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه ، قالوا : فنقول : إنه لمجنون ، قال : ما هو بمجنون ، لقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته ، قالوا : فنقول إنه شاعر ، قال ما هو بشاعر ، لقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشاعر ، قالوا : فنقول ساحر ، قال : ما هو بساحر ، لقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثهم ولا عقدهم ، قالوا : فما تقول يا أبا عبد شمس ؟ قال : والله إن لقوله لحلاوة ، وإن أصله لمغدق ، وإن فرعه لجناة ، وما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل ، وإن أقرب القول فيه لأن تقولوا ساحر يفرق بين المرء وأبيه ، وبين المرء وأخيه ، وبين المرء وزوجه ، وبين المرء وعشيرته ، فتفرقوا عنه بذلك . [ ص: 233 ]

رواه يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس .

التالي السابق


الخدمات العلمية