صفحة جزء
185 - حدثنا القاضي أبو أحمد قال : ثنا موسى بن إسحاق قال : ثنا داود بن عمر قال : ثنا أبو راشد صاحب المغازي واسمه المثنى بن زرعة ، عن محمد بن إسحاق قال : ثنا نافع مولى ابن عمر عن عبد الله بن عمر : أن قريشا اجتمعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد ، فقال عتبة بن ربيعة لهم : دعوني حتى أقوم إليه أكلمه ، فإني [ ص: 234 ] عسى أن أكون أرفق به منكم ، فقام عتبة حتى جلس إليه فقال : يا ابن أخي أراك أوسطنا بيتا ، وأفضلنا مكانا ، وقد أدخلت على قومك ما لم يدخل رجل على قومه مثله ، فإن كنت تطلب بهذا الحديث مالا فذلك لك على قومك أن يجمع لك حتى تكون أكثرنا مالا ، وإن كنت تطلب شرفا فنحن نشرفك حتى لا يكون أحد من قومك أشرف منك ، ولا نقطع أمرا دونك ، وإن كان هذا عن ملم يصيبك فلا تقدر على النزوع منه ، بذلنا لك خزائننا حتى نعذر في طلب الطب لذلك منك ، وإن كنت تريد ملكا ملكناك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفرغت يا أبا الوليد ؟ قال : نعم فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم حم السجدة حتى مر بالسجدة ، فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعتبة ملق يده خلف ظهره حتى فرغ من قراءتها ، ثم قام عتبة ما يدري ما يرجع به إلى نادي قومه ، فلما رأوه مقبلا قالوا : لقد رجع إليكم بوجه غير ما قام من عندكم ، فجلس إليهم فقال : يا معشر قريش قد كلمته بالذي أمرتموني به ، حتى إذا فرغت كلمني بكلام لا والله ما سمعت أذناي مثله قط ، وما دريت ما أقول له ، يا معشر قريش : فأطيعوني اليوم واعصوني فيما بعده ، واتركوا الرجل واعتزلوه ، فوالله ما هو بتارك ما هو عليه ، وخلوا بينه وبين سائر العرب ، فإن يظهر عليهم يكن شرفه شرفكم ، وعزه عزكم ، وإن يظهروا عليه تكونوا قد كفيتموه بغيركم ، قالوا : صبأت يا أبا الوليد ؟ ! ! " .

التالي السابق


الخدمات العلمية