صفحة جزء
190 - حدثنا أبو محمد أحمد بن محمد بن أحمد قال : ثنا أبو خليفة قال : ثنا العباس بن الفرج الرياشي قال : ثنا أبو أيوب بن سليمان بن داود المقري قال : ثنا الحكم بن ظهير ، عن السري ، عن أبي مالك ، عن أنس بن مالك قال : وفد ملوك حضرموت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بنو وليعة جمد ومخوس ومشرح وإبضعة وأختهم العمردة وفيهم الأشعث بن قيس وهو أصغرهم فقالوا : أبيت اللعن ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لست ملكا ، إنما أنا محمد بن عبد الله " قالوا : لا نسميك باسمك ، قال : " لكن الله سماني ، وأنا أبو القاسم " ، قالوا : يا أبا القاسم إنا قد خبأنا لك خبأ فما هو ؟ وكانوا خبؤوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عين جرادة في حميت سمن ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبحان الله ، إنما يفعل ذلك الكهان ، والكهانة والتكهن في النار " قالوا : كيف نعلم أنك رسول الله ؟ فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كفا من حصى فقال : " هذا يشهد أني رسول الله " فسبح الحصى في يده ، فقالوا : نشهد أنك رسول الله ، قال : " إنه قد بعثني بالحق ، وأنزل كتابا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا [ ص: 238 ] من خلفه ، أثقل في الميزان من الجبل العظيم ، وفي الليلة الظلماء في مثل نور الشهاب " ، قالوا : فأسمعنا منه ، فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والصافات صفا حتى بلغ ورب المشارق ، ثم سكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكن روحه فما يتحرك منه شيء ، ودموعه تجري على لحيته ، فقالوا : إنا نراك تبكي أفمن مخافة من أرسلك تبكي ؟ قال : " إن خشيتي منه أبكتني ، بعثني على صراط مستقيم في مثل حد السيف ، إن زغت منه هلكت ، ثم تلا : ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك إلى آخرها " .

التالي السابق


الخدمات العلمية