صفحة جزء
200 - أخبرت عن المتبعي ، عن داود بن عمرو الضبي قال : ثنا أبو راشد وهو المثنى بن زرعة ، عن محمد بن إسحاق قال : حدثني الأجلح ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال : " بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ، وأبو جهل بن هشام ، وشيبة وعتبة [ ص: 267 ] ابنا ربيعة ، وعقبة بن أبي معيط ، وأمية بن خلف ، قال أبو إسحاق ورجلان آخران لا أحفظ اسميهما ، كانوا سبعة ، وهم في الحجر ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ، فلما سجد أطال السجود ، فقال أبو جهل : أيكم يأتي جزور بني فلان فيأتينا بفرثها ، فيلقيه على ظهر محمد ؟ فانطلق أشقاهم وأسفلهم عقبة بن أبي معيط ، فأتى به ، فألقاه على كتفه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد ، قال ابن مسعود : وأنا قائم لا أستطيع أن أتكلم ، ليس عندي عشيرة تمنعني ، فأنا أرهب ، إذ سمعت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، فأقبلت حتى ألقت ذلك عن أبيها ، ثم استقبلت قريشا فشتمتهم ، فلم يرجعوا إليها شيئا ، ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه كما كان يرفع عند تمام سجوده ، فلما قضى صلاته قال : " اللهم عليك بقريش ، اللهم عليك بقريش ، اللهم عليك بقريش ، اللهم عليك بعقبة ، وعتبة ، وأبي جهل ، وشيبة ، وذينك الرجلين " ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد ولقيه أبو البختري ومع أبي البختري سوط يتخصر به ، فلما لقيه النبي صلى الله عليه وسلم أنكر وجهه فأخذه ، فقال : تعال ما لك ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : خل عني ، قال : علي لله أن لا أخلي عنك أو تخبرني ما شأنك فلقد أصابك شيء ، فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه غير مخل عنه أخبره ، فقال : إن أبا جهل أمر أن يطرح علي فرث ، فقال أبو البختري : هلم إلى المسجد ، فأبى ، فأخذه البختري ، فأدخله إلى المسجد ، ثم أقبل على أبي جهل ، فقال : يا أبا الحكم أنت الذي أمرت بمحمد فطرح عليه الفرث ؟ قال : نعم ، فرفع السوط فضرب رأسه ، فثارت الرجال بعضها إلى بعض ، فصاح أبو جهل ، فقال : ويحكم من له ؟ إنما أراد محمد أن يلقي بيننا العداوة وينجو هو وأصحابه [ ص: 268 ] المستهزئون وأسماؤهم وذكر ما عجل الله عز وجل لهم من الخزي والهوان :

التالي السابق


الخدمات العلمية