1. الرئيسية
  2. دلائل النبوة لأبي نعيم
  3. الفصل الخامس ذكره في الكتب المتقدمة والصحف السالفة المدونة عن الأنبياء والعلماء من الأمم الماضية
صفحة جزء
35 - حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا محمد بن أحمد بن البراء ، قال : ثنا الفضل بن غانم ، قال : ثنا سلمة بن الفضل ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، وأحمد بن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، عن يحيى بن عبد الله ، عن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة ، قال : حدثني من شئت من رجال قومي ، عن حسان بن ثابت ، أنه قال : والله إني لغلام يفعة ابن ثمان سنين ، أو سبع ، أعقل ما سمعت ، إذ سمعت يهوديا يصرخ على أطمة يثرب : يا معشر اليهود ، حتى اجتمعوا إليه ، فقالوا له : ويلك ما لك ؟ قال : " طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به " .

وذكره الواقدي قال : حدثني ابن أبي سبرة ، عن عبد الله العبسي ، عن جعفر بن عبد الله بن أم الحكم ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية ، سمعت حسان بن ثابت يقول قبل وفاته بيسير ، شهر أو نحوه : " والله إني لفي منزلي ابن سبع سنين ، وأنا أحفظ ما أرى ، وأعي ما أسمع ، وأنا مع أبي ، إذ دخل علينا فتى منا يقال له : ثابت بن الضحاك ، وهو يوم نجوى ، فتحدث ، فقال : زعم يهودي من يهود قريظة الساعة ، وهو [ ص: 76 ] يلاحيني ، قد أظل خروج نبي يأتي بكتاب مثل كتابنا ، يقتلكم قتل عاد ، قال حسان : فوالله إني لعلى فارع - يعني أطم - حسان في السحر ، إذ سمعت صوتا ما أسمع صوتا قط أنفذ منه ، فإذا يهودي على أطم من آطام المدينة ، معه شعلة من نار ، فاجتمع إليه الناس ، فقالوا : ما لك ويلك ؟ قال حسان : فأسمعه يقول : هذا كوكب أحمد قد طلع . هذا كوكب لا يطلع إلا بالنبوة ، ولم يبق من الأنبياء إلا أحمد ، قال : فجعل الناس يضحكون منه ، ويعجبون لما يأتي منه .

فكان حسان عاش مائة سنة وعشرين سنة ، ستين في الجاهلية ، وستين سنة في الإسلام .

أخبرنا بذلك أبو عمر محمد بن أحمد بن الحسن بن محمد بن حمزة قال : ثنا الحسن بن الجهم ، قال : ثنا الحسين بن الفرج ، قال : ثنا محمد بن عمر الواقدي ، به ، قال الواقدي : فحدثني أبو سبرة ، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، قال : " لما صاح اليهودي من فوق الأطم : هذا كوكب أحمد قد طلع ، وهو لا يطلع إلا بالنبوة ، قال : وكان أبو قيس من بني عدي ابن النجاري قد ترهب ، ولبس المسوح ، فقال : يا أبا قيس ، انظر ما يقول هذا اليهودي ، قال : انتظاري النبي صنع بي هذا ، فأنا أنتظره حتى أصدقه وأتبعه .

قال ابن حزم : وقد كان صدق النبي وهو بمكة ، ولم يخرج ، وكان شيخا كبيرا حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة [ ص: 77 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية