صفحة جزء
دعاؤه لغنم أبي قرصافة :

378 - حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا الحسن بن قتيبة ثنا أيوب بن علي بن الهيصم بن مسلم بن خشبة قال سمعت زياد بن سيار يقول : حدثتني عزة بنت عياض بن أبي قرصافة أنها سمعت جدها أبا قرصافة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

كان بدء إسلامي أني كنت يتيما بين أمي وخالتي ، وكان أكثر ميلي إلى خالتي ، وكنت أرعى شويهات لي ، فكانت خالتي كثيرا ما تقول لي : يا بني لا تمر بهذا الرجل - تعني النبي صلى الله عليه وسلم - فيغويك ويضلك ، فكنت أخرج حتى آتي المرعى وأترك شويهاتي ، ثم آتي النبي صلى الله عليه وسلم فلا أزال عنده أسمع منه ، وأروح بغنمي ضمرا يابسات الضروع ، فقالت لي خالتي : ما لغنمك يابسات الضروع ؟ قلت : ما أدري . ثم عدت إليه اليوم الثاني ففعل ، كما فعل اليوم الأول ، غير أني سمعته يقول : " أيها الناس هاجروا وتمسكوا بالإسلام ، فإن الهجرة لا تنقطع ما دام الجهاد " ثم إني رجعت بغنمي كما رحت اليوم الأول ، ثم عدت إليه اليوم الثالث ، فلم أزل عند النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 454 ] أسمع منه حتى أسلمت وبايعته وصافحته بيدي ، وشكوت إليه أمر خالتي وأمر غنمي ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : جئني بالشياه ، فجئته بهن ، فمسح ظهورهن وضروعهن ، ودعا فيهن بالبركة فامتلأن شحما ولبنا ، فلما دخلت على خالتي بهن قالت : يا بني هكذا فارع ، قلت : يا خالة ما رعيت إلا حيث كنت أرعى كل يوم ، ولكن أخبرك بقصتي ، فأخبرتها بالقصة وإتياني النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخبرتها بسيرته وبكلامه ، فقالت لي أمي وخالتي اذهب بنا إليه ، فذهبت أنا وأمي وخالتي فأسلمن وبايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصافحهن ، فهذا ما كان من إسلام أبي قرصافة .

التالي السابق


الخدمات العلمية