صفحة جزء
426 - حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني قال ثنا أبي قال ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال :

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه إلى بني النضير يستعينهم في عقل الكلابيين ، وكانوا قد دسوا إلى قريش حين نزلوا بأحد لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فحضوهم على القتال ، ودلوهم على العورة فلما كلمهم في عقل الكلابيين قالوا : اجلس يا أبا القاسم حتى تطعم وترجع بحاجتك التي جئت لها ، ونقوم فنتشاور ونصلح أمرنا فيما جئت له ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من أصحابه إلى ظل جدار ، ينتظر أن يصلحوا أمرهم ، فلما دخلوا ومعهم الشيطان لا يفارقهم ائتمروا بقتله ، وقالوا : لا تجدونه أقرب منه الساعة ، استريحوا منه تأمنوا في دياركم ، ويرفع عنكم البلاء ، قال رجل منهم : إن شئتم رقيت على الجدار الذي هو تحته فدليت عليه حجرا فقتلته ، فأوحى الله عز وجل إليه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يريد أن يقضي حاجة ، وترك أصحابه مكانهم ، وأعداء الله في نجيهم ، فلما فرغوا وقضوا حاجتهم وأمرهم في محمد ، أتوا فجلسوا مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرونه ، فأقبل رجل من المدينة بعد أن راث عليهم فسألوه عنه ، فقال : لقيته عامدا المدينة ، قد دخل في أزقتها ، فقالوا عجل أبو القاسم أن نقيم أمرنا في حاجته التي جاء بها ، ثم قام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجعوا ، ونزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي أراد أعداء الله به فقال : [ ص: 491 ] يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم الآية وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجلائهم ، لما أرادوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أخذهم بأمر الله وأمرهم أن يخرجوا من ديارهم فيسيروا حيث شاؤوا ، قالوا : أين تخرجنا ؟ قال : إلى الحشر .

التالي السابق


الخدمات العلمية