صفحة جزء
68 - حدثنا عمر بن محمد بن جعفر ، قال : ثنا إبراهيم بن السندي ، قال : ثنا النضر بن [ ص: 121 ] سلمة ، قال : ثنا محمد بن سلمة المخزومي ، قال : ثنا يحيى بن سليمان ، عن حكيم بن عطاء الصقري ، من بني سليم من ولد راشد بن عبد ربه ، عن أبيه ، عن جده راشد بن عبد ربه قال : كان الصنم الذي يقال له : سواع بالمعلاة من رهاط يدين له هذيل وبنو ظفر من سليم ، فأرسلت بنو ظفر راشد بن عبد ربه بهدية من سليم إلى سواع ، قال راشد : فألفيت مع الفجر إلى صنم قبل سواع ، وإذا صارخ يصرخ من جوفه : " العجب كل العجب ، من خروج نبي من بني عبد المطلب ، يحرم الزنا ، والربا ، والذبح للأصنام ، وحرست السماء ورمينا بالشهب ، العجب كل العجب ، ثم هتف صنم آخر من جوفه : ترك الضمار وكان يعبد ، خرج أحمد ، نبي يصلي الصلاة ، ويأمر بالزكاة ، والصيام ، والبر ، وصلة الأرحام ، ثم هتف في جوف صنم آخر هاتف :


إن الذي ورث النبوة والهدى بعد ابن مريم من قريش مهتدي




نبي يخبر بما سبــــ     ـــــق وبما يكون في غد



قال راشد : فألفيت سواعا مع الفجر وثعلبان يلحسان ما حوله ، ويأكلان ما يهدى له ، يعرجان عليه ببولهما ، فعند ذلك يقول راشد بن عبد ربه :


أرب يبول الثعلبان برأسه     لقد ذل من بالت عليه الثعالب



وذلك عند مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومجازه إلى المدينة ، وتسامع الناس به [ ص: 122 ] ، فخرج راشد حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، ومعه كلب له ، واسم راشد يومئذ " ظالم " ، واسم كلبه " راشد " ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما اسمك ؟ " ، قال : ظالم ، قال : " فما اسم كلبك ؟ " ، قال : راشد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اسمك راشد ، واسم كلبك ظالم " وضحك النبي صلى الله عليه وسلم ، وبايع النبي صلى الله عليه وسلم ، وأقام معه ، ثم طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيعة برهاط ، ووصفها له ، فأقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمعلاة من رهاط شأو الفرس ، ورمية ثلاث مرات بحجر ، وأعطاه إداوة مملوءة ماء ، وتفل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال له : " فرغها في أعلى القطيعة ، ولا تمنع الناس فضولها " . ففعل ، فجاء الماء معينا مجمة إلى اليوم ، فغرس عليها النخل ، ويقال : إن رهاط كلها تشرب منه ، وسماها الناس ماء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأهل رهاط يغتسلون منها ، ويستشفون بها ، وبلغت رمية راشد الركيب الذي يقال له : " ركيب الحجر " ، وغدا راشد إلى سواع ، فكسره " .


التالي السابق


الخدمات العلمية