صفحة جزء
513 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمد بن نصير الخواص، أخبرني إبراهيم بن نصر ، حدثني إبراهيم بن بشار قال : مررت أنا وأبو يوسف الغسولي في طريق الشام ، فوثب إليه رجل فسلم عليه ثم قال : يا أبا يوسف عظني بموعظة أحفظها عنك ، قال : فبكى ثم قال : اعلم يا أخي أن اختلاف الليل والنهار وممرهما يسرعان في هدم بدنك وفناء عمرك وانقضاء أجلك ، فينبغي لك يا أخي أن لا تطمئن ولا تأمنن حتى تعلم أين مستقرك ومصيرك ، وساخط عليك ربك بمعصيتك وغفلتك أو راض عنك بفضله ورحمته ؟ ابن آدم الضعيف نطفة بالأمس وجيفة غدا ، فإن كنت ترضى لنفسك بهذا فسترد وتعلم وتندم في وقت لا ينفعك الندم [ ص: 205 ] قال : فبكى أبو يوسف وبكى الرجل وبكيت لبكائهما ووقعا مغشيين عليهما .

آخر الجزء الثاني من الأصل والحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على خير خلقه يتلوه في الثالث أنبأ أبو الحسين بن الفضل ، أنبأ أبو سهل بن زيد ، ثنا بشر بن موسى إن شاء الله تعالى.

التالي السابق


الخدمات العلمية