صفحة جزء
81 - وبهذا الإسناد حدثني إبراهيم بن بشار قال : أمسينا مع إبراهيم بن أدهم ذات ليلة وليس معنا شيء نفطر عليه ولا لنا حيلة ، فرآني مغتما حزينا فقال : يا إبراهيم بن بشار ماذا أنعم الله على الفقراء والمساكين من النعيم والراحة في الدنيا والآخرة ، لا يسألهم يوم القيامة عن زكاة ولا حج ولا عن صدقة ولا عن صلة رحم ولا عن مواساة ، وإنما يسأل ويحاسب على هذا هؤلاء المساكين ، أغنياء في الدنيا فقراء في الآخرة أعزة في الدنيا أذلة يوم القيامة [ ص: 82 ] لا تغتم ولا تحزن فرزق الله مضمون سيأتيك ، نحن والله الملوك الأغنياء نحن الذين قد تعجلنا الراحة في الدنيا لا نبالي على أي حال أصبحنا وأمسينا إذا أطعنا الله ، ثم قام إلى صلاته وقمت إلى صلاتي فما لبثنا إلا ساعة فإذا نحن برجل قد جاء بثمانية أرغفة وتمر كثير فوضعه بين أيدينا وقال : كلوا رحمكم الله قال : فسلم ثم قال : كل يا مغموم فدخل سائل فقال أطعمونا شيئا فأخذ ثلاثة أرغفة مع تمر فدفعه إليه وأعطاني ثلاثة وأكل رغيفين وقال : المواساة من أخلاق المؤمنين .

التالي السابق


الخدمات العلمية