صفحة جزء
7 - كتاب المناسك [ ص: 133 ]

1 - باب إثبات فرض الحج على من استطاع إليه سبيلا

قال الله عز وجل : ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين .

1451 - وروينا في تفسيره عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس أنه قال : " ومن كفر فلم ير حجه برا ، ولا تركه إثما " .

وقاله أيضا مجاهد .

1451 - وقال عكرمة : " ومن كفر من أهل الملل ، فإن الله غني عن العالمين " وقاله أيضا مجاهد .

1453 - قال الشافعي : والاستطاعة في دلالة السنة والإجماع ثلاث : أن يكون الرجل يقدر على مركب وزاد يبلغه ذاهبا آيبا ، وهو يقوى على المركب . . ثم ساق الحديث في شرحه إلى أن قال : فإن كان واجدا المال وهو لا يقدر على الثبوت على الراحلة ولا مركب غيرها فليس بمستطيع ببدنه وعليه الاستطاعة الثانية ، أن يكون له مال فيستأجر به من يحج عنه أو يكون له من إذا أمره أن يحج عنه أطاعه .

1454 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا : أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا [ ص: 134 ] محمد بن إسحاق ، حدثنا قبيصة بن عقبة ، حدثنا سفيان ، عن إبراهيم يعني بن يزيد الخوزي ، عن محمد بن عباد المخزومي ، عن ابن عمر ، سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم : من استطاع إليه سبيلا . قال : " الزاد ، والراحلة " .

وهذا الحديث له شاهد من جهة الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا .

وروي عن عمرو بن عباس من قولهما .

1455 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه ، أخبرنا أبو محمد بن حبان الأصبهاني ، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال : وجدت في كتاب عتاب بن أعين ، عن سفيان الثوري ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن ، عن أمه ، عن عائشة قالت : سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما السبيل إلى الحج ؟ قال : " الزاد والراحلة " .

وهكذا روي من وجه آخر عن عتاب بن أعين ، عن سفيان ، والمحفوظ عن سفيان ما :

1456 - أخبرنا أبو علي الروذباري ، أخبرنا عبد الله بن عمر بن شوذب المقري بواسط ، حدثنا شعيب بن أيوب ، حدثنا أبو داود الجفري ، عن سفيان ، عن يونس ، عن الحسن ، قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن السبيل ؟ قال : " الزاد والراحلة " .

1457 - وكذلك رواه ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . وقيل : عن ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس . والأول أصح .

1458 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو النضر محمد بن محمد الفقيه ، [ ص: 135 ] حدثنا عثمان بن سعيد ، حدثنا القعنبي فيما قرأ على مالك : عن ابن شهاب ، عن سليمان بن يسار ، عن عبد الله بن عباس ، قال : كان الفضل بن عباس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه ؛ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر ، فقالت : يا رسول الله ! إن فريضة الله في الحج على عباده أدركت أبي شيخا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة . . أفأحج عنه ؟ قال : " نعم " ، وذلك في حجة الوداع . وقال فيه غيره : " شيخا كبيرا " .

1459 - وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ، حدثنا أبو العباس الأصم ، أخبرنا الربيع بن سليمان ، حدثنا الشافعي ، أخبرنا سفيان ، عن ابن شهاب ، عن سليمان بن يسار ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى رواية مالك دون قصة الفضل .

1460 - قال : وأخبرنا سفيان ، حدثني عمرو بن دينار ، عن ابن شهاب ، عن سليمان بن يسار ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما سمعته منه وزادني عمرو بن دينار في الحديث أنها قالت يا رسول الله ! أينفعه ؟ قال : " نعم كما لو كان عليه دين فقضيته " .

1461 - أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي ، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ، حدثنا عبد الرحمن بن بشير ، حدثنا مروان بن معاوية ، حدثني عبد الله بن عطاء المدني ، حدثني عبد الله بن بريدة الأسلمي ، عن أبيه ، قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتت امرأة فقالت : يا رسول الله ! إني كنت تصدقت بوليدة على أمي فماتت أمي وبقيت الوليدة ؟ قال : " قد وجب أجرك ورجعت [ ص: 136 ] إليك في الميراث " . قالت : فإنها ماتت وعليها صوم شهر ؟ قال : " صومي عن أمك " ، قالت : فإنها ماتت ولم تحج قال : " فحجي عن أمك " .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية