صفحة جزء
3 - باب مبتدأ فرض الصلوات الخمس

253 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا يحيى بن أبي طالب ، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ، أخبرنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن مالك بن صعصعة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول : أحد الثلاثة بين الرجلين ، قال : فأتيت فأهلوني ، ثم أتيت بطست من ذهب فيها من ماء زمزم فشرح صدري إلى كذا وكذا . " قال [ ص: 107 ] قتادة : قلت لصاحبي : ما تعني ؟ قال : " إلى أسفل بطني ، واستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ، ثم أعيد مكانه " . قال : وحشي - أو قال : وكنز - أيمانا [ ص: 108 ] [ ص: 109 ] وحكمة " ، والشك من سعيد ، قال : " ثم أتيت بدابة أبيض يقال لها : [البراق ] فوق الحمار ودون البغل ، يقع خطوه عند أقصى طرفه ، فحملت عليه ومعي صاحبي لا يفارقني ، فانطلقنا حتى أتينا السماء الدنيا فاستفتح جبريل - عليه السلام - فقيل : من هذا ؟ فقال : جبريل . فقال : ومن معك ؟ قال : محمد . قالوا : أوقد بعث إليه ؟ قال : نعم . قال : ففتح لنا وقالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء . فأتيت على آدم عليه السلام فقلت : يا جبريل : من هذا ؟ فقال : هذا أبوك آدم . فسلمت عليه . فقال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح . ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الثانية فاستفتح جبريل ؛ فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . فقيل : أوقد بعث إليه ؟ فقال : نعم . قال : ففتح لنا وقالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء . فأتيت على يحيى وعيسى . - " قال سعيد أحسبه قال : " ابني الخالة - فسلمت عليهما ، فقالا : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم انطلقنا [ ص: 110 ] حتى أتينا السماء الثالثة ؛ فاستفتح جبريل . قيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : أوقد بعث إليه ؟ قال : نعم . قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء . فأتيت على يوسف ، فقلت : يا جبريل من هذا ؟ قال : هذا أخوك يوسف ، فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الرابعة ؛ فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : أوقد بعث إليه ؟ قال : نعم . قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء . فأتيت على إدريس فقلت : من هذا ؟ قال : أخوك إدريس . فسلمت عليه . قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح - " قال عبد الوهاب : قال سعيد : وكان قتادة يقول عندها : قال الله تعالى : ورفعناه مكانا عليا " - ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الخامسة ؛ فاستفتح جبريل ؛ فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : أوقد بعث إليه ؟ قال : نعم . قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء . قال : فأتيت على هارون عليه السلام . فقلت : يا جبريل من هذا ؟ فقال : هذا أخوك هارون فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السادسة ؛ فاستفتح جبريل . فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد قال : أوقد بعث إليه ؟ قال : نعم . قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء . قال : فأتيت على موسى عليه السلام . فقلت : يا جبريل : من هذا ؟ قال : أخوك موسى . فسلمت عليه ، فقال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح . فلما جاوزته بكى فنودي : ما يبكيك . فقال : يا رب هذا غلام بعثته بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من أمتي . ثم انطلقنا حتى أتينا السماء السابعة ؛ فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : أوقد بعث إليه ؟ قال : نعم . قالوا : مرحبا به ولنعم المجيء جاء . فأتيت على إبراهيم عليه السلام . فقلت : من هذا ؟ قال : هذا أبوك إبراهيم . فسلمت عليه . فقال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح . ثم رفع لنا البيت المعمور ؛ فقلت : يا جبريل ما هذا ! قال : هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك حتى إذا خرجوا منه لم يعودوا [ ص: 111 ] فيه آخر ما عليهم . ثم رفعت لنا سدرة المنتهى فحدث نبي الله صلى الله عليه وسلم أن ورقها مثل آذان الفيلة ، وأن نبقها مثل قلال هجر ، وحدث النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران باطنان ونهران ظاهران . فقلت : ما هذه الأنهار يا جبريل ؟ فقال : أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات . قال : وأتيت بإناءين أحدهما خمر والآخر لبن ، فعرضا علي فاخترت اللبن . فقيل لي : أصبت أصاب الله بك أمتك على الفطرة . وفرضت علي خمسون صلاة كل يوم أو قال : أمرت بخمسين صلاة كل يوم . - الشك من سعيد - فجئت حتى أتيت على موسى فقال لي : بما أمرت ؟ فقلت : أمرت بخمسين صلاة كل يوم . قال : إني قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لا يطيقون ذلك ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك . فرجعت فحط عني خمس صلوات فما زلت اختلف بين ربي وبين موسى كلما أتيت عليه قال : لي مثل مقالته حتى رجعت بخمس صلوات كل يوم . فلما أتيت على موسى قال لي : بم أمرت ؟ قلت : أمرت بخمس صلوات كل يوم . قال : إني قد بلوت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة وإن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك . قلت : لقد رجعت إلى ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم . قال : فنوديت - أو نادى مناد - الشك من سعيد - " أن قد أمضيت فريضتي وخففت [عن ] عبادي . وجعلت بكل حسنة عشر أمثالها " .

[ ص: 112 ]

254 - وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثنا أبو صالح ، وابن بكير ، قالا : حدثنا الليث : حدثني يونس ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك ، قال : كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " فرج [عن ] سقف بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبريل عليه السلام [ففرج صدري ، ثم غسله من ماء زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا ، ثم أفرغها في صدري ، ثم أطبقه ، ثم أخذ بيدي ] فعرج [بي ] إلى السماء ففرض الله تعالى على أمتي خمسين صلاة ، فلم أزل أراجع ربي . قال : هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي " .

التالي السابق


الخدمات العلمية