صفحة جزء
7 - باب السنة في الأذان والإقامة للصلاة المكتوبة

قال الله عز وجل : وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا . وقال : إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله . . .

273 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري في كتاب السنن لأبي داود ، أخبرنا أبو بكر محمد بن بكر ، حدثنا أبو داود ، حدثنا محمد بن منصور الطوسي ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد . وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : أخبرني أبو يحيى أحمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي ، حدثنا محمد بن نصر ، حدثنا عبيد الله بن سعد الزهري ، حدثنا عمي يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا أبي ، عن محمد بن إسحاق ، حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه ، قال : حدثني أبي عبد الله بن زيد ، قال : " لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس يعمل ليضرب به للناس في الجمع للصلاة طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده ، فقلت له : يا عبد الله ! أتبيع الناقوس ؟ قال : وما تصنع به ؟ فقلت : ندعو به إلى الصلاة . قال : أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ قلت : بلى . قال : تقول : الله أكبر . . الله أكبر . الله أكبر . . الله أكبر . أشهد أن لا إله إلا الله . . أشهد أن لا إله إلا الله . . أشهد أن محمدا رسول الله . . أشهد أن محمدا رسول الله . حي على الصلاة . . حي على الصلاة . حي على الفلاح . . حي على الفلاح . الله أكبر . . الله أكبر . لا إله إلا الله . قال : ثم استأخر غير بعيد . قال : ثم تقول إذا أقمت الصلاة : الله أكبر الله أكبر . . أشهد أن لا إله إلا الله . . أشهد أن محمدا رسول الله . . حي على الصلاة حي على الفلاح . . قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة . . الله أكبر الله أكبر . . لا إله إلا الله . فلما أصبحت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما رأيت . فقال : " إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به فإنه أندى صوتا منك " ؛ فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به ، فسمع بذلك عمر بن الخطاب وهو في بيته فخرج يجر رداءه ويقول : يا رسول الله ! والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل ما رأى ! فقال [ ص: 119 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فلله الحمد " . لفظ حديث أبي عبد الله .

274 - وهكذا رواه الزهري عن سعيد بن المسيب ، عن عبد الله بن زيد في إفراد الإقامة .

275 - ورواه عبد الرحمن بن أبي ليلى تارة عن عبد الله بن زيد .

276 - وتارة عن معاذ في قصة عبد الله بن زيد فذكر الإقامة مثنى مثنى . وعبد الرحمن لم يدرك معاذا ولا عبد الله بن زيد .

277 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا زكريا أحمد بن إسحاق الفقيه يقول : سمعت أبا بكر محمد بن يحيى المطرز يقول : سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول : ليس في أخبار عبد الله بن زيد في قصة الأذان خبر أصح من هذا - يعني ما ذكرناه بإسناده - قال : لأن محمدا سمع من أبيه ، وابن أبي ليلى لم يسمع من عبد الله .

278 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق الفقيه ، أخبرنا محمد بن شاذان الجوهري ، حدثنا محمد بن يحيى القطيعي ، حدثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة ، حدثنا خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، قال : " كانت الصلاة إذا حضرت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سعى رجل في [ ص: 120 ] الطريق فنادى : الصلاة الصلاة . واشتد ذلك على الناس ، فقالوا : لو اتخذنا ناقوسا يا رسول الله ؟ فقال : " ذلك للنصارى " فقالوا : لو اتخذنا بوقا ؟ فقال : " ذلك لليهود " . قال : فأمر بلالا أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة .

279 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أخبرنا أبو حامد بن بلال البزاز ، حدثنا أبو الأزهر ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، قال : " أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة . إلا قوله : قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة " .

280 - ورواه عبد الوهاب الثقفي ، عن أيوب السختياني ، عن أبي قلابة ، عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أمر بلالا أن يشفع الأذان ، ويوتر الإقامة " .

281 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا عبد الوهاب ، فذكره .

282 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في آخرين ، قالوا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا هارون بن سليمان ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا شعبة ، عن أبي جعفر ، عن أبي المثنى ، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، قال : " كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى والإقامة مرة مرة . غير أن المؤذن إذا قال : قد قامت الصلاة قالها مرتين [ ص: 121 ] .

283 - قلنا : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سن الترجيع في أذان جميع الصلاة والتثويب في أذان صلاة الصبح فيما علم أبا محذورة مؤذن مكة ، وأقره على إفراد الإقامة إلا قوله : قد قامت الصلاة ، فإنه كان يقولها مرتين " .

284 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن علي الروذباري ، أخبرنا أبو بكر محمد بن بكر ، حدثنا أبو داود السجستاني ، حدثنا مسدد ، حدثنا الحارث بن عبيد ، عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قلت : يا رسول الله ! علمني سنة الأذان . قال : فمسح رأسه ، قال : " تقول الله أكبر الله أكبر . . الله أكبر الله أكبر تقول ترفع بها صوتك ، ثم تقول : أشهد ألا إله إلا الله . . أشهد ألا إله إلا الله . . أشهد أن محمدا رسول الله . . أشهد أن محمدا رسول الله تخفض بها صوتك ، ثم ترفع صوتك بالشهادة أشهد ألا إله إلا الله . . أشهد ألا إله إلا الله . . أشهد أن محمدا رسول الله . . أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة . . حي على الفلاح حي على الفلاح فإن كان صلاة الصبح قلت : الصلاة خير من النوم . . الصلاة خير من النوم الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله " .

285 - وقد روى مكحول وغيره عن عبد الله بن محيريز ، عن أبي محذورة " أن [ ص: 122 ] النبي صلى الله عليه وسلم علمه الأذان فكان فيما علمه الترجيع في كلمتي الشهادة " .

286 - ورواه أيضا السائب مولى أبي محذورة .

287 - ورواه عبد الملك بن أبي محذورة . وكلاهما عن أبي محذورة .

288 - وهو في رواية أولاد سعد القرظ ، عن سعد : أنه قال : " هذا الأذان أذان بلال الذي أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم وإقامته . . ، فذكر الأذان بالترجيع والإقامة واحدة واحدة " .

289 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ، أخبرنا أحمد بن سلمة ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، أخبرنا إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة ، قال : أدركت أبي وجدي يؤذنون هذا الأذان الذي أؤذن ويقيمون هذه الإقامة ويقولون : إن النبي صلى الله عليه وسلم علمه أبا محذورة . . ، فذكر صفة الأذان بالترجيع ، ثم قال : والإقامة فرادى : " الله أكبر الله أكبر . . أشهد ألا إله إلا الله . . وأشهد أن محمدا رسول الله . . حي على الصلاة . . حي على الفلاح . . قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة . . الله أكبر الله أكبر . . لا إله إلا الله " .

290 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا عبد الله بن وهب ، أخبرني يونس ، والليث بن سعد ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن عبد الله بن عمر ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن بلالا يؤذن بليل ، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم " . قال يونس في الحديث : وكان ابن أم مكتوم هو الأعمى الذي أنزل الله عز [ ص: 123 ] وجل فيه عبس وتولى . كان يؤذن مع بلال .

290 - قال سالم : " وكان رجلا ضرير البصر ولم يكن يؤذن حتى يقول له الناس حين ينظرون إلى بزوغ الفجر : أذن " .

291 - وروينا في حديث زياد بن الحارث الصدائي ما دل على تقدم الأذان على طلوع الفجر . . وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال : " إن أخا صداء أذن ومن أذن فهو يقيم " .

292 - وأما حديث بلال أنه أذن قبل طلوع الفجر فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع فينادي : " ألا إن العبد نام . . " فإنه لم ينتبذه .

292 - وأنكره مالك بن أنس وقال : " لم يزل الأذان عندنا بليل " .

293 - وأخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني ، أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ، حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ، حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا مالك ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري ثم المازني ، عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري ، قال : " إني أراك تحب الغنم والبادية ، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة " . قال أبو سعيد : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[ ص: 124 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية