صفحة جزء
10 - باب التعجيل بالصلوات في أوائل الأوقات

قال الله عز وجل : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى .

304 - قال الشافعي رحمه الله : المحافظة على الشيء تعجيله [ ص: 128 ] وأما صلاة الوسطى فقد قيل : هي صلاة الصبح ، وإليه مال الشافعي . وقيل : هي العصر ، وإليه ذهب أكثر الصحابة . وقيل : هي الظهر .

305 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ غير مرة ، حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن السماك ، حدثنا الحسن بن مكرم ، حدثنا عثمان بن عمر ، حدثنا مالك بن مغول ، عن الوليد بن العيزار ، عن أبي عمرو الشيباني ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي العمل أفضل ؟ قال : " الصلاة في أول وقتها " . قلت : ثم أي ؟ قال : " الجهاد في سبيل الله عز وجل " . قلت : ثم أي ؟ قال : " بر‍ الوالدين " .

306 - وكذلك رواه أبو بكر بن إسحاق بن خزيمة ، عن محمد بن بشار ، عن عثمان بن عمر .

307 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ، حدثنا السري بن خزيمة ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا شعبة ، حدثنا سعد بن إبراهيم ، عن محمد بن عمرو ، قال : سألنا جابر بن عبد الله عن وقت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " كان يصلي الظهر بالهاجرة ، ويصلي العصر والشمس حية ، ويصلي المغرب إذا وجبت ، ويصلي العشاء إذا كثر الناس عجل وإذا قلوا أخر ، ويصلي الصبح بغلس " [ ص: 129 ] وقال بعضهم عن شعبة : يصلي الظهر إذا زالت الشمس .

308 - قلت : وكان يصلي الظهر بالهاجرة ، ثم إنه أمر في شدة الحر بالإبراد لها .

309 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار ، أخبرنا أحمد بن علي الخزاز ، حدثنا أبو زكريا يحيى بن معين ، حدثنا إسحاق الأزرق ، عن شريك ، عن بيان بن بشر ، عن قيس بن أبي حازم ، عن المغيرة بن شعبة ، قال : كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر بالهاجرة ، فقال لنا : " أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم " . وقوله في العصر : يصليها والشمس حية : يعني أن يجد حرها .

310 - ورواه أيضا أنس بن مالك وزاد : " والشمس مرتفعة فيذهب الذاهب إلى العوالي والشمس مرتفعة وبعد العوالي من المدينة على أربعة أميال أو ثلاثة " .

311 - وفي رواية أبي مسعود الأنصاري في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم العصر : " فينصرف الرجل من صلاته فيأتي ذا الحليفة قبل غروب الشمس وهي ستة أميال " . وقوله في المغرب : إذا وجبت : يعني غربت الشمس .

312 - وروينا عن سلمة بن الأكوع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان " يصلي المغرب إذا غربت الشمس وتوارت بالحجاب " .

[ ص: 130 ]

313 - وروينا عن أبي برزة الأسلمي : أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان يستحب أن يؤخر العشاء . قال : وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها " .

314 - وروينا عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : " ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نائما قبل العشاء ولا لاغيا بعدها ، إما ذاكرا فيغنم وإما نائما فيسلم " .

315 - وحدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي إملاء ، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب النيسابوري ، حدثنا أبو حاتم الرازي ، حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي ، حدثنا فليح بن سليمان ، حدثنا عبد الرحمن بن القاسم ، عن القاسم ، عن عائشة ، قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الصبح فينصرف نساء المؤمنين متلفعات بمروطهن ، لا يعرفن من الغلس " .

316 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ، قالا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا سعيد بن عثمان التنوخي ، حدثنا بشر بن بكر ، حدثني الأوزاعي ، حدثني أبو النجاشي ، حدثني رافع بن خديج قال : " كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر ، ثم تنحر الجزور فتقسم عشر قسم ، ثم يطبخ فنأكل لحما نضيجا قبل أن تغيب الشمس " .

[ ص: 131 ]

317 - وفي هذا الحديث الصحيح دلالة على خطأ ما روي عن رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان " يأمرهم بتأخير العصر " .

318 - وفيما ذكرنا في الصبح دلالة على أن المراد بما روي عن رافع : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أسفروا بالفجر ؛ فإنه أعظم للأجر " . الإسفار بها : مقدار ما بين طلوع الفجر الآخر معترضا والله أعلم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية