صفحة جزء
11 - باب ستر العورة

قال الله عز وجل : يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد .

319 - قال الشافعي رحمه الله : فقيل والله أعلم الثياب .

320 - قلت : وهذا قول طاووس . وقال مجاهد : ما وارى عورتك ولو عباءة .

321 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، حدثنا أبو الأزهر ، حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا فليح بن سليمان ، عن سعيد بن الحارث أنه أتى جابر بن عبد الله فقال : " إني خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فجئت ليلة لبعض أمري ، فوجدته يصلي وعلي ثوب واحد ، فاشتملت به وصليت إلى جنبه ، فلما انصرف قال : " ما السرى يا جابر ؟ " فأخبرته [ ص: 132 ] بحاجتي ؛ فقال : " يا جابر ما هذا الاشتمال الذي رأيت ؟ " فقلت : يا رسول الله ! كان ثوبا واحدا ضيقا . قال : إذا صليت وعليك ثوب واحد فإن كان واسعا فالتحف به وإن كان ضيقا فأتزر به " . وفي هذا دلالة على أن الرجل إذا ستر ما تحت الإزار صحت صلاته .

322 - وروينا في حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم " ما دل على أن عورة الرجل ما بين السرة والركبة " .

323 - وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لجرهد وهو كاشف عن فخذه : " غطها فإنها من العورة " . وقال أيضا لمعمر .

324 - وروينا عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الفخذ عورة " .

325 - وروينا عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم " كشف عن ركبتيه فلما أقبل عثمان رضي الله عنه غطاهما " [ ص: 133 ] قال الشيخ أحمد رحمه الله : وفي ذلك دلالة على أن " ركبتي الرجل ليستا بعورة . والله أعلم " .

325 - وأما المرأة الحرة فقد قال الله عز وجل : ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها .

326 - وروي عن ابن عباس أنه قال : " ما في الوجه والكف " .

[ ص: 134 ]

327 - وعن عائشة : " ما ظهر منها الوجه والكفان "

328 - وروي عن ابن عمر .

329 - وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أخبرنا أبو الحسن الطرائفي ، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا مالك ، قال : حدثني القعنبي فيما قرأ على مالك عن محمد بن زيد بن قنفذ ، عن أمه أنها سألت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : ماذا تصلي فيه المرأة من الثياب ؟ فقالت : " تصلي في الخمار والدرع السابغ الذي يغيب ظهور قدميها " .

330 - ورواه عثمان بن عمر ، عن عبد الرحمن بن عبد الله ، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ ، عن أمه عن أم سلمة أنها قالت سألت النبي صلى الله عليه وسلم : " أتصلي المرأة في درع وخمار ليس عليها إزار ؟ فقال : " إذا كان الدرع سابغا يغطي ظهور قدميها " .

331 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في آخرين ، قالوا : أخبرنا أبو العباس محمد بن [ ص: 135 ] يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ، حدثنا عثمان بن عمر . . ، فذكره . وأما الأمة قبل أن تعتق فرأسها ورقبتها وجذور يديها وقدميها وما يظهر منها فضلا في حال المهنة ليس بعورة " .

332 - وروينا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما دل على " أن رأسها ليس بعورة " .

332 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس بن يعقوب ، حدثنا بحر بن نصر ، حدثنا ابن وهب : أخبرني رجل والليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، سمع عقبة بن عامر يقول : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعليه فروج حرير ، فصلى فيه ، ثم انصرف فنزعه وقال : " لا ينبغي لباس هذا للمتقين " . وفي هذه دلالة على أنه تكره الصلاة فيها ، وإن صلى فيه لم يعد فيه . كالدلالة على أن لبس الحرير لا يجوز للرجال " .

333 - وفي الحديث الثابت عن حذيفة أن رسول الله " نهى عن لباس الحرير والديباج وأن يجلس عليه " .

[ ص: 136 ]

334 - وروينا عن ابن عباس أنه قال : إنما " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الثوب المصمت من الحرير ، فأما العلم من الحرير وسدى الثوب فلا بأس به .

335 - قلت : وتحريم لبس الديباج والجلوس عليه يختص بالرجال دون النساء وكذلك التحلي بالذهب " .

336 - فقد روينا عن علي بن أبي طالب ، وعقبة بن عامر ، وأبي موسى الأشعري ، وعبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : في الحرير والذهب " حرام على ذكور أمتي حل لإناثهم " .

337 - وقد وردت الرخصة للرجال فيمن قطع أنفه بأن يتخذ أنفا من ذهب . وذلك في حديث عرفجة بن أسعد أنه " أصيب أنفه يوم الكلاب في الجاهلية فاتخذ أنفا من ورق فأنتن عليه ، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفا من ذهب " . [ ص: 137 ] .

338 - أخبرنا أبو بكر بن فورك ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا أبو داود ، حدثنا أبو الأشهب ، عن عبد الرحمن بن طرفة ، عن جده عرفجة بن أسعد . . ، فذكره .

339 - وقد قيل : عنه عن عبد الرحمن ، عن أبيه أن عرفجة .

340 - وقيل : عنه عن عبد الرحمن ، عن أبيه عن جده .

341 - وروينا في شد الأسنان بالذهب عن أنس بن مالك . وروينا رخصة النبي صلى الله عليه وسلم للزبير ، وعبد الرحمن بن عوف في غزاة لهما حين شكوا إليه القمل في لبس الحرير .

342 - وعن أسماء بنت أبي بكر " أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له جبة مكفوفة بالديباج يلقى فيها العدو " .

342 - وأما وصل المرأة شعرها فقد :

343 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ، حدثنا يونس بن محمد المؤدب ، حدثنا فليح بن سليمان ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة " .

[ ص: 138 ]

344 - وروينا عن عائشة أن امرأة من الأنصار تمرط شعرها فأرادوا أن يصلوا فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لعن الله الواصلة والمستوصلة " .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية