صفحة جزء
54 - باب نشوز المرأة على الرجل

قال تعالى عز وجل واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا .

2621 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أخبرنا أبو الحسن الطرائفي ، حدثنا عثمان بن سعيد ، حدثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في هذه الآية قال : " تلك المرأة تنشز وتستخف بحق زوجها ولا تطيع أمره فأمره الله ( عز وجل ) أن يعظها ويذكرها بالله ، ويعظم حقه عليها فإن قبلت وإلا هجرها في المضجع ولا يكلمها من غير أن يذر نكاحها وذلك عليها شديد فإن راجعت وإلا ضربها ضربا غير مبرح ، ولا يكسر لها عظما : ولا يجرح لها جرحا " . قال : فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا يقول : " إذا أطاعتك فلا تتجنى عليها العلل " .

2622 - وروينا في حديث لقيط بن صبرة قال : قلت : يا رسول الله إن لي امرأة في لسانها شيء - يعني البذاء ؟ قال : " طلقها " .

2623 - قلت : إن لي منها ولدا ولها صحبة ، قال : " فمرها " - يقول : " عظها - فإن يك فيها خير فستقبل ، ولا تضربن ظعينتك ضرب أميتك " . [ ص: 100 ]

2624 - قال الشافعي ( رحمه الله ) : " فإن لججن فأظهرن نشوزا بقول وفعل فاهجروهن في المضاجع " .

2625 - قال الشافعي : " ولا تجاوز بها في هجو الكلام ثلاثا " .

2626 - قلت : " لأن الله تعالى إنما أباح الهجرة في المضجع ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجاوز بالهجرة في الكلام ثلاثا " .

2627 - قلت : وهذا الحديث صحيح من حديث ابن عمر ، وأنس بن مالك وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم .

2628 - قال الشافعي : " فإن أقمن بذلك على ذلك فاضربوهن " . قال : " ولا تبلغ في الضرب حدا ولا يكون مبرحا ولا مدميا يتوقى فيه الوجه " .

2629 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أخبرنا أبو حامد بن بلال ، حدثنا يحيى بن الربيع ، حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، عن إياس بن أبي ذباب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تضربوا إماء الله " ، فجاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ذئر النساء على أزواجهن [ ص: 101 ] فأذن لهم فضربوا ، فأطاف برسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير " فقال : " لقد أطاف بآل محمد الليلة سبعون امرأة كلهن يشتكين أزواجهن ولا تجدون أولئك خياركم " .

2630 - وقد مضى في حديث معاوية القشيري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " ولا تضرب الوجه ، ولا تقبح " .

التالي السابق


الخدمات العلمية