صفحة جزء
24 - باب الرضاع

قال الله عز وجل في آية التحريم وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة .

2847 - قال الشافعي : " فيحتمل إذ ذكر الله تحريم الأم ، والأخت من الرضاعة ، فأقامها في التحريم مقام الأم والأخت من النسب أن تكون الرضاعة كلها تقوم مقام النسب ، فما حرم بالنسب حرم بالرضاع مثله ، وبهذا نقول بدلالة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والقياس على القرآن " .

2848 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في آخرين قالوا : أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأنا الربيع بن سليمان ، أنبأنا الشافعي ، أنبأنا مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن عمرة بنت عبد الرحمن ، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عندها وأنها سمعت صوت رجل يستأذن في بيت حفصة ، فقالت عائشة : فقلت يا رسول الله ! هذا رجل يستأذن في بيتك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أراه فلانا لعم حفصة من الرضاعة " ، فقلت : يا رسول الله لو كان فلان حيا لعمها من الرضاعة يدخل علي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم إن الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة " .

[ ص: 174 ]

2849 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أخبرنا محمد بن إسحاق الصغاني ، أخبرنا عبد الله بن يوسف ، أخبرنا مالك ، . . فذكره بإسناده مثله .

2850 - أنبأنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أخبرنا محمد بن عبد الوهاب ، أنبأنا جعفر بن عون ، أخبرنا هشام بن عروة ، عن أبيه . قال : أخبرتني عائشة : أن عمها أخا أبي القعيس جاء يستأذن عليها بعد ما ضرب الحجاب ، فأبت أن تأذن له حتى يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم : فاستأذنته ، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فقالت : جاء عمي أخو أبي القعيس فرددته حتى استأذنك ، فقال : " أو ليس بعمك ؟ " قالت : إنما أرضعتني المرأة ولم يرضعني الرجل ، قال : " إنه عمك فليلج عليك .

وكانت عائشة تحرم من الرضاع ما تحرم من الولادة " .

قلت : يشبه أن يكون هذا بعد قصة حفصة ، وفي عم آخر لعائشة من الرضاعة ، وأنها لم تكتف بالأقل لما في قلبها من مراجعتها إياه ، في أن المرأة هي التي أرضعت دون الرجل ، حتى أن زادت بيانا والله أعلم .

كما رواه الزهري ، عن عروة ، عن عائشة وسمت العم فقالت : " أفلح أخا أبي القعيس " ، وقال بعضهم : أفلح بن أبي القعيس . وهو خطأ .

2851 - أنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأنا عبد الصمد بن علي بن مكرم ، أخبرنا محمد بن غالب ، أخبرنا مسلم بن إبراهيم ، أخبرنا همام ، عن قتادة ، عن جابر بن زيد ، عن ابن العباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أريد على ابنة حمزة فقال : " إنها لا تحل لي لأنها ابنة أخي من الرضاعة ، وإن الله حرم من الرضاعة [ ص: 175 ] ما حرم من النسب " .

2852 - ورواه أيضا علي بن أبي طالب وأم سلمة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم " في تحريم بنت حمزة عليه بالرضاع " .

2853 - أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر النحوي ، أخبرنا يعقوب بن سفيان ، أخبرنا ابن قعنب ، وابن بكير ، وأبو الوليد ، عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن عمرو بن الشريد ، أن ابن عباس سئل عن رجل كانت " له امرأتان فأرضعت إحداهما غلاما ، وأرضعت الأخرى جارية " ، فقيل : " أيتزوج الغلام الجارية ؟ " قال : " لا اللقاح واحد " .

2854 - وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أخبرنا أبو العباس الأصم ، أنبأنا الربيع ، أنبأنا الشافعي ، أنبأنا مالك ، عن أبي شهاب ، عن عمرو الشريد . . فذكره .

وروي معنى ذلك عن علي ، وابن مسعود ، وهو قول القاسم بن محمد ، وعطاء ، وطاوس ، وجابر بن زيد ، رحمهم الله ورضي عنهم أجمعين .

التالي السابق


الخدمات العلمية