1. الرئيسية
  2. السنن الصغير للبيهقي
  3. كتاب الصلاة
  4. باب كيفية الركوع والسجود ، والاعتدال في الركوع والقعود بين السجدتين وجلسة الاستراحة ، والقعود في التشهد الأول والجلوس في التشهد الأخير
صفحة جزء
24 - باب كيفية الركوع والسجود ، والاعتدال في الركوع والقعود بين السجدتين وجلسة الاستراحة ، والقعود في التشهد الأول والجلوس في التشهد الأخير .

406 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ، حدثنا ابن بكير ، حدثني الليث ، عن ابن أبي حبيب ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة ، عن محمد بن عمرو بن عطاء : أنه " كان جالسا مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكرنا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقال أبو حميد الساعدي : أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رأيته إذا كبر جعل يديه حذو منكبيه ، وإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ، ثم هصر ظهره ، فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه ، فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما ، واستقبل بأطراف رجليه القبلة ، فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى وإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى وجلس على مقعدته " .

[ ص: 160 ]

407 - ورواه غيره عن الليث ، وقال في الحديث : " فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب قدمه اليمنى وإذا جلس في الركعة الأخيرة قدم رجله اليسرى ونصب قدمه اليمنى وقعد على مقعدته " .

408 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أبو الحسن محمد بن سنان القزاز البصرى ببغداد ، حدثنا أبو عاصم ، عن عبد الحميد بن جعفر ، حدثني محمد بن عمرو بن عطاء ، قال : سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي ، فقال أبو حميد الساعدي : أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالوا : لم ؟ ما كنت أكثرنا له تبعة ، ولا أقدمنا له صحبة ؟ قال : بلى . قالوا : فاعرض علينا . فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ، ثم يكبر حتى يقر كل عضو منه في موضعه معتدلا ، ثم يقرأ ، ثم يكبر ويرفع [يديه حتى ] يحاذي بهما منكبيه ، ثم يركع ويضع راحتيه على ركبتيه ، ثم يعتدل ولا ينصب رأسه ولا يقنع ، ثم يرفع رأسه فيقول : " سمع الله لمن حمده " ، ثم يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه حتى يعود كل عظم منه إلى موضعه معتدلا ، ثم يقول : " الله أكبر " ، ثم يهوي إلى الأرض فيجافي يديه عن جنبيه ، ثم يرفع رأسه فيثني رجله اليسرى فيقعد عليها ويفتح أصابع رجليه إذا سجد ، ثم يعود ثم يرفع فيقول : " الله أكبر " ثم يثني برجله فيقعد عليها معتدلا حتى يرجع - أو حتى يقر - كل عظم موضعه معتدلا ، ثم يصنع في الركعة الأخرى مثل ذلك ، ثم إذا قام من الركعتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما فعل أو كبر عند افتتاح الصلاة ، ثم صنع مثل ذلك في بقية صلاته ، حتى إذا كان في السجدة التي فيها التسليم أخر رجله اليسرى وقعد متوركا على شقه الأيسر . فقالوا : صدق هكذا كان يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم .

409 - قلت : قد ذكر ابن حلحلة في روايته عن محمد بن عمرو كيفية القعود في التشهدين جميعا ، ولم يذكر جلسة الاستراحة وذكرها عبد الحميد بن جعفر عن محمد بن عمرو ولم يذكر الجلوس في التشهد الأول ، ويحتمل أنه أراد كيفية الجلوس عند السجدة الأخيرة في الركعتين جميعا - في الركعة الأولى للاستراحة وفي الركعة [ ص: 161 ] الثانية للتشهد الأول " .

410 - ورواه عباس بن سهل عن أبي حميد ، فذكر كيفية الجلوس للتشهد الأول دون الثاني . وليس ذلك باختلاف ولكن كل واحد من الرواة أدى ما حفظ ، والجميع محفوظ صحيح معمول به عندنا فحمدا لله ونعمته . وقد حفظ جلسة الاستراحة والاعتماد بيديه على الأرض إذا قام : مالك بن الحويرث عن النبي صلى الله عليه وسلم . وحفظ ابن عباس الإقعاء على القدمين بين السجدتين ، وهو أن يضع أطراف أصابع رجليه على الأرض ، ويضع إليتيه على عقبيه ، ويضع ركبتيه بالأرض . وفعله ابن عمر . وابن الزبير . وهو من الاختلاف المباح ، إن شاء فعله وإن شاء فعل ما روينا في حديث أبي حميد . [ ص: 162 ] والذي روي في حديث عائشة من " النهي عن عقب الشيطان " محمول على القعود في التشهد " .

411 - أخبرنا أبو عبد الله محمد الحافظ ، أخبرنا عبد الله بن الحسين القاضي ، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا شريك ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن وائل بن حجر ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم " إذا سجد تقع ركبتاه قبل يديه ، وإذا رفع رفع يديه قبل ركبتيه " .

412 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو النضر الفقيه ، حدثنا أبو بكر بن رجاء ، وأحمد بن النضر ، قالا : حدثنا أبو الربيع ، حدثنا حماد ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : " أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة أعظم ونهي أن يكف شعره وثيابه ، الكفين والركبتين والقدمين والجبهة " .

[ ص: 163 ]

413 - وروينا عن صالح بن خيوان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأى رجلا يسجد وقد اعتم على جبهته فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبهته " .

413 - وهذا وإن كان مرسلا فقد رويناه من وجه آخر عن عياض بن عبد الله القرشي عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا مرسلا .

414 - وروينا في حديث رفاعة بن رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم موصولا فيما علم الرجل الذي أساء الصلاة . قال : ثم " يسجد فيمكن جبهته من الأرض حتى تطمئن مفاصله ويستوي " . وروينا في حسر العمامة عن الجبهة عن علي ، وعبادة بن الصامت . وابن عمر موقوفا من قول علي وفعلهما . وروينا في كشف الكفين في السجود عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما من فعله .

* * *

[ ص: 164 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية