صفحة جزء
42 - باب الإمام يصلي قاعدا بقيام

518 - قد روينا في حديث عائشة ، وأبي هريرة ، وجابر بن عبد الله ، وأنس بن مالك : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا " ، وكان ذلك حين سقط من فرس فجحش شقه الأيمن ، ثم حين صلى في مرضه الذي توفي فيه جالسا بقيام استدللنا بفعله الآخر ذلك على نسخ ما يقدمه ، وذلك .

519 - فيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أخبرنا إسماعيل بن قتيبة ، حدثنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة قال : " مروا أبا بكر فليصل بالناس " . . ، فذكر الحديث . قالت : فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة قالت : فقام يهادى بين [ ص: 204 ] رجلين ورجلاه تخطان في الأرض ، فلما دخل المسجد سمع أبو بكر حسه وذهب ليتأخر ؛ فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قم مكانك " ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس عن يسار أبي بكر رضي الله عنه ، قالت : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس جالسا وأبو بكر قائما يقتدي أبو بكر بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر .

520 - ورواه علي بن مسهر عن الأعمش ، وقال في الحديث : وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس وأبو بكر يسمعهم التكبير .

521 - وفي رواية هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : فخرج ، فأم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وهو قاعد وأبو بكر قائم .

522 - وفي رواية عبيد الله بن عبد الله ، عن عائشة ، قالت : فخرج لصلاة الظهر فأجلساه إلى جنب أبي بكر ، فجعل أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم . [ ص: 205 ] ، وأما الصلاة التي صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف أبي بكر فهي في الركعة الثانية من صلاة الصبح يوم الاثنين . ذكره عروة ، وموسى بن عقبة في المغازي ، وروي عن أنس بن مالك ما دل على ذلك . وأما صلاته جالسا حين صرع عن فرسه وقوله : " إذا صلى الإمام جالسا فصلوا جلوسا " ، فإنه صار منسوخا واستدللنا على نسخه بصلاته جالسا في مرض موته بالناس وهم قيام .

523 - قال الشافعي : لم يأمرهم بجلوس ولم يجلسوا ، ولولا أنه منسوخ صاروا إلى الجلوس بمتقدم أمره إياهم بالجلوس ، وحديث جابر في الإشارة إليهم بالجلوس ورد في قصة الصرعة ، وذلك بين في رواية أبي سفيان عن جابر .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية