المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي

البيهقي - أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي

صفحة جزء
285 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس ، أبنا الربيع قال : قال الشافعي رضي الله عنه : كانت المسائل فيما لم ينزل ، إذ كان الوحي ينزل مكروهة لما ذكرت عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره مما في معناه .

ومعنى كراهية ذلك أن يسألوا عما لم يحرم ، فإن حرمه الله تعالى في كتابه ، أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم حرم أبدا ، إلا أن ينسخ الله عز وجل تحريمه في كتابه ، أو ينسخ على لسان رسوله بسنة .

286 - قال الإمام أبو بكر البيهقي رحمه الله : وقد كره بعض السلف للعوام المسألة عما لم يكن ، ولم ينص به كتاب ولا سنة ، ولا إجماع ، ولا أثر ليعملوا عليه إذا وقع ، وكرهوا للمسؤل الاجتهاد فيه قبل أن يقع لأن الاجتهاد إنما أبيح للضرورة ، ولا ضرورة قبل الواقعة . فينظر اجتهادهم عند الواقعة ، فلا يغنيهم ما مضى من الاجتهاد .

287 - واحتج بعضهم في ذلك بما روى الزهري عن علي بن الحسين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " .

288 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أبنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، ثنا أحمد بن يوسف السلمي ، ثنا أبو نعيم ، ثنا مالك ، عن الزهري ، عن علي بن حسين [ ص: 224 ] قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " .

289 - هذا مرسل ، وقد روي موصولا .

290 - أخبرنا أبو علي الروذباري ، والفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الطوسي ، وأبو القاسم علي بن الحسن الطهماني ، وأبو بكر الرجائي في آخرين قالوا :

291 - أبنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن الوليد البيروتي ، أبنا أبي ، أبنا الأوزاعي ، أخبرني قرة بن عبد الرحمن ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن [ ص: 225 ] أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " . / 50

التالي السابق


الخدمات العلمية