صفحة جزء
(أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنا العباس ، أنا الربيع ، قال : قال الشافعي : " قال الله (تعالى ) في فرض الصوم : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) إلى : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) " .

" فبين - في الآية - : أنه فرض الصيام عليهم عدة ، وجعل لهم : أن يفطروا فيها : مرضى ومسافرين ويحصوا حتى يكملوا العدة . [ ص: 107 ] وأخبر أنه أراد بهم اليسر " .

" وكان قول الله - عز وجل - : ( ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) يحتمل معنيين " :

" (أحدهما ) : أن لا يجعل عليهم صوم شهر رمضان : مرضى ، ولا مسافرين ، ويجعل عليهم عددا - إذا مضى السفر ، والمرض - : من أيام أخر " .

" (ويحتمل ) : أن يكون إنما أمرهم بالفطر في هاتين الحالتين : على الرخصة إن شاؤوا لئلا يحرجوا إن فعلوا " .

" وكان فرض الصوم ، والأمر بالفطر في المرض ، والسفر - : في آية واحدة . ولم أعلم مخالفا : أن كل آية إنما أنزلت متتابعة ، لا مفرقة . وقد تنزل الآيتان في السورة مفرقتين ، فأما آية : فلا ؛ لأن معنى الآية : أنها كلام واحد غير منقطع ، [يستأنف بعده غيره ] " .

وقال في موضع آخر من هذه المسألة : " لأن معنى الآية : معنى قطع الكلام " .

[ ص: 108 ] " فإذ صام رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) في شهر رمضان - : وفرض شهر رمضان إنما أنزل في الآية . - : علمنا أن الآية بفطر المريض ، والمسافر رخصة " .

قال الشافعي (رحمه الله ) : " فمن أفطر أياما من رمضان - من عذر - : قضاهن متفرقات ، أو مجتمعات . وذلك : أن الله (عز وجل ) قال : ( فعدة من أيام أخر ) ، ولم يذكرهن متتابعات " .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية