صفحة جزء
(أنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس ، أنا الربيع ، قال : قال الشافعي (رحمه الله ) : " قال الله - تبارك وتعالى - : ( وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا ) إلى [قوله ] : ( والركع السجود ) " .

" قال الشافعي : المثابة - في كلام العرب - : الموضع : يثوب الناس إليه ، ويؤوبون : يعودون إليه بعد الذهاب عنه . وقد يقال : ثاب إليه : اجتمع إليه فالمثابة تجمع الاجتماع ويؤوبون : يجتمعون إليه : راجعين بعد ذهابهم عنه ، ومبتدئين . قال ورقة بن نوفل ، يذكر البيت :


مثابا لأفناء القبائل كلها تخب إليه اليعملات الذوابل



وقال خداش بن زهير [النصري ] :


فما برحت بكر تثوب وتدعي     ويلحق منهم أولون فآخر

" .

[ ص: 120 ] " قال الشافعي : وقال الله - تبارك وتعالى - : ( أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم ) يعني (والله أعلم ) : [آمنا ] من صار إليه : لا يتخطف اختطاف من حولهم " .

وقال (عز وجل ) لإبراهيم خليله - عليه السلام - : ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا ، وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) " .

" قال الشافعي : سمعت [بعض من أرضى ] - من أهل العلم - يذكر : أن الله (عز وجل ) لما أمر بهذا ، إبراهيم (عليه السلام ) : وقف على المقام ، وصاح صيحة : عباد الله أجيبوا داعي الله . فاستجاب له حتى من [في ] أصلاب الرجال ، وأرحام النساء . فمن حج البيت بعد دعوته ، فهو : ممن أجاب دعوته . ووافاه من وافاه ، يقول : لبيك داعي ربنا لبيك " .

وهذا - : من قوله : " وقال لإبراهيم خليله " . - : إجازة ، وما قبله : قراءة .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية