صفحة جزء
مسجد الضرار

وكان أهل مسجد الضرار قد أتوه وهو متجهز إلى تبوك، فقالوا: يا رسول الله إنا قد بنينا مسجدا لذي العيلة والحاجة والليلة المطيرة، وإنا نحب أن تأتينا فتصلي فيه، فقال لهم: أنا في شغل السفر، وإذا انصرفت فسيكون. فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر في منصرفه بهدم مسجد الضرار: أمر بذلك مالك بن الدخشم ومعن بن عدي وعاصم بن عدي أخاه وأمر بإحراقه، وقال لهم: اخرجوا إلى هذا المسجد الظالم أهله، فاهدموه وأحرقوه، فخرجوا مسرعين. وأخرج مالك بن الدخشم من منزله شعلة نار. ونهضوا فأحرقوا المسجد وهدموه وكان الذين بنوه: خذام بن خالد من بني عبيد بن زيد أحد بني [ ص: 243 ] عمرو بن عمرو بن عوف ومن داره أخرج مسجد الضرار، ومعتب بن قشير من بني ضبيعة بن زيد، وأبو حبيبة بن الأزعر من بني ضبيعة بن زيد، وعباد بن حنيف أخو سهل بن حنيف من بني عمرو بن عوف، وجارية بن عامر وابناه: مجمع وزيد ابنا جارية، ونبتل بن الحارث من بني ضبيعة، وبحزج وهو من بني ضبيعة، وبجاد بن عثمان من بني ضبيعة [ ووديعة بن ثابت ] من بني أمية بن زيد. وثعلبة بن حاطب مذكور فيهم، وفيه نظر، لأنه قد شهد بدرا.

ومات عبد الله ذو البجاد [ ين ] المزني في غزوة تبوك، فتولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر غسله ودفنه، ونزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قبره، وقال: اللهم إني راض عنه، فارض عنه.

التالي السابق


الخدمات العلمية