الغياثي غياث الأمم في التياث الظلم

الجويني - أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني

صفحة جزء
200 - ومما نقطع به [ في هذا الفن ] اشتراط صفات الأئمة في المعهود إليه ، فإنه [ بعد موت موليه ] إمام حقا متصد للمنصب الأبهى ، راق إلى المرقى الأعلى .

201 - ومما نعلمه من غير مراء ، أن تولية العهد لا تثبت ما لم يقبل المعهود إليه العهد ; فإن المولى وإن كان مستناب الإمام ، فالتولية من الإمام العاهد المولي عقد الإمامة للمولى .

ولا تنعقد الإمامة لمجرد العقد ما لم يقبل المعين .

202 - ومما يدرك بمدارك القطع أن ولي العهد لا يلي شيئا في حياة الإمام ، وإنما ابتداء إمامته وسلطانه ، إذا قضى الإمام الذي تولى نصبه نحبه .

203 - فهذه جملة معلومة ، وسنسرد أمورا واقعة في مسالك الظنون ، مع أحكام تستند إلى القواطع ، ولم نبد الفصل بين [ ص: 137 ] المقطوع به وبين المظنون تمييزا وتحييزا ، وأنا أسوقها على وجوهها ، وأفصل في أدراج الكلام ، وتقاسيم الأحكام ، بين المعلوم منها وبين المظنون إن شاء الله عز وجل .

التالي السابق


الخدمات العلمية