صفحة جزء
1777 - حدثنا عبد الوارث ، نا قاسم بن أصبغ ، نا مقدام ، نا علي بن معبد ، نا يزيد بن عمير التيمي ، عن المبارك بن فضالة ، عن الحسن ، [عن ] أبي هريرة قال :

" إن في جهنم أرحاء تدور بعلماء السوء ، فيشرف عليهم بعض من كان يعرفهم في الدنيا فيقول : ما صيركم في هذا وإنما كنا نتعلم منكم ؟ قالوا : إنا كنا نأمركم بالأمر ونخالفكم إلى غيره " .

قال أبو عمر : قد ذم الله عز وجل في كتابه قوما كانوا يأمرون الناس بأعمال [ ص: 672 ] البر ولا يعلمون بها ذما [و ] وبخهم [الله ] به [توبيخا ] يتلى في طول الدهر إلى يوم القيامة فقال : ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب ، أفلا تعقلون )

1178 - قال أبو العتاهية :


وصفت التقى حتى كأنك ذو تقى وريح الخطايا من [ثيابك ] تسطع



1179 - وقال [سلم بن عمرو المعروف بالجاسر ] :


ما أقبح التزهيد من واعظ     يزهد الناس ولا يزهد
[لو كان في تزهيده صادقا     أضحى وأمسى بيته المسجد
إن يرفض الدنيا فما باله     يستمنح الناس ويسترقد
الرزق مقسوم على من ترى     يسعى به الأبيض والأسود ]



1180 - وقال أبو العتاهية [في أبيات له ] :


يا واعظ الناس قد أصبحت متهما     إذ عبت منهم أمورا أنت تأتيها
[كملبس الثوب من عري وعورته     للناس بادية ما إن يواريها
وأعظم الذنب بعد الشرك نعلمه     في كل نفس : عماها عن مساويها
عرفانها بعيوب الناس تبصرها     منهم ولا تبصر العيب الذي فيها ]



[وقد ذكرنا الأبيات في باب : قول العلماء بعضهم في بعض من هذا الديوان ] .

[ ص: 673 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية