صفحة جزء
باب ما تكره فيه المناظرة والجدال والمراء

قال أبو عمر : " الآثار كلها في هذا الباب المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما وردت في النهي عن الجدال والمراء في القرآن .

1768 - وروى سعيد بن المسيب ، وأبو سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " المراء في القرآن كفر " ولا يصح فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا بوجه من الوجوه ، والمعنى إنما يتمارى اثنان في آية يجحدها أحدهما ويدفعها ويصير فيها إلى الشك ، فذلك هو المراء الذي هو الكفر ، وأما التنازع في أحكام القرآن ومعانيه فقد تنازع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من ذلك وهذا يبين لك أن المراء الذي هو الكفر ، هو الجحود والشك ، كما قال عز وجل : ( ولا يزال الذين كفروا في مرية منه ) والمراء والملاحاة غير جائز شيء منهما ، وهما مذمومان بكل لسان ونهى السلف رضي الله عنهم [ ص: 929 ] عن الجدال في الله جل ثناؤه وفي صفاته وأسمائه ، وأما الفقه فأجمعوا على الجدال فيه والتناظر ؛ لأنه علم يحتاج فيه إلى رد الفروع على الأصول للحاجة إلى ذلك وليس الاعتقادات كذلك ؛ لأن الله عز وجل لا يوصف عند جماعة أهل السنة إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو أجمعت الأمة عليه وليس كمثله شيء فيدرك بقياس أو بإنعام نظر ، . [ ص: 930 ] [ ص: 931 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية