صفحة جزء
910 - حدثنا أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن ، نا قاسم بن أصبغ ، نا محمد بن إسماعيل ، نا نعيم بن حماد ، نا ابن المبارك قال : حدثنا رجل ، من أهل الشام ، عن يزيد بن أبي حبيب قال :

" إن من فتنة العالم أن يكون الكلام أحب إليه من الاستماع . قال : وفي الاستماع سلامة وزيادة في العلم ، والمستمع شريك المتكلم ، وفي الكلام [توهق ] وتزين وزيادة ونقصان . قال : ومن العلماء من يرى أنه أحق بالكلام من غيره ، ومنهم من يزدري المساكين ولا يراهم لذلك موضعا ، ومنهم من يخزن علمه ويرى أن تعليمه ضعة ، ومنهم من يحب ألا يوجد العلم إلا عنده ، ومنهم من يأخذ في علمه مأخذ السلطان حتى يغضب أن يرد عليه من قوله شيء ، أو يغفل عن شيء من حقه ، ومنهم من ينصب نفسه للفتيا فلعله يؤتى بأمر لا علم له به فيستحي أن يقول : لا علم لي [فيرجم ] ، فيكتب من المتكلفين ، ومنهم من يروي كل ما سمع حتى يروي [ ص: 549 ] كلام اليهود والنصارى إرادة أن [يعزر ] [كلامه ] .

قال أبو عمر :

911 - " روي مثل قول يزيد بن أبي حبيب هذا كله - من أوله إلى آخره - عن معاذ بن جبل من وجوه منقطعة ، يذم فيها كل من كان في هذه الطبقات من العلماء ويوعدهم على ذلك بالنار ، والله أعلم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية