الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع

الخطيب البغدادي - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت

صفحة جزء
1890 - ومثال ذلك ما أناه الحسن بن أبي بكر ، أنا عثمان بن أحمد الدقاق ، نا حنبل بن إسحاق ، نا أبو نعيم ضرار بن صرد ، نا المطلب بن زياد ، عن عمر بن سويد ، عن أنس بن مالك قال : " كان باب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح قرع بالأصابع " . فهذا يتوهمه - من ليس من أهل الصناعة - مسندا لذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وليس بمسند ، وإنما هو موقوف على صحابي حكى فيه عن غير النبي صلى الله عليه وسلم فعلا ، ومما يشكل أيضا الحديث الذي أناه محمد بن الحسين القطان ، أنا دعلج بن أحمد ، أنا محمد بن علي بن زيد الصائغ ، أن سعيد بن منصور حدثهم قال : نا أبو عوانة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر قال : " قالت اليهود : إنما يكون الولد أحول إذا أتى الرجل امرأته من خلفها ، فأنزل الله تعالى ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) قال : من بين يديها ، ومن خلفها ، ولا يأتها إلا في المأتى . فهذا يتوهم موقوفا ، لأنه [ ص: 292 ] لا ذكر فيه للنبي صلى الله عليه وسلم ، وليس بموقوف ، وإنما هو مسند ، لأن الصحابي الذي شاهد الوحي إذا أخبر عن آية أنها نزلت في كذا ، وكذا كان ذلك مسندا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية