الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع

الخطيب البغدادي - أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت

صفحة جزء
835 - وأنا محمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، حدثني أبو بكر بن عبد الملك ، نا عبد الرزاق ، قال : سمعت النعمان بن الزبير ، يحدث " أن محمد بن يوسف وأيوب بن يحيى بعثا إلى طاوس بخمسمائة دينار ، وقالوا للرسول : إن أخذها منك فإن الأمير سيكسوك ويحسن إليك . فخرج بها حتى قدم على طاوس الجند ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، نفقة بعث بها إليك الأمير ، فقال : مالي بها حاجة . قال : فأراده على قبضها فأبى ، فغفل طاوس ، فرمى بها في كوة البيت ثم ذهب ، فقال لهم : قد أخذها ، فلبثوا حينا ثم بلغهم عن طاوس [ ص: 362 ] شيء كرهوه ، قال : ابعثوا إليه فليبعث إلينا بمالنا ، فجاءه الرسول فقال : المال الذي بعث به إليك الأمير . قال : ما قبضت منه شيئا . فرجع الرسول فأخبرهم ، فعرفوا أنه صادق . قيل : الرجل الذي ذهب بها فابعثوه إليه ، فقال : المال الذي جئتك به يا أبا عبد الرحمن . قال : هل قبضت منك شيئا ؟ قال : لا . قال : فهل تدري أين وضعته ؟ قال : نعم ، في تلك الكوة . قال : فأبصره حيث وضعته . قال : فيمد يده فإذا هو بالصرة قد بنت عليها العنكبوت . قال : فأخذها ، فذهب بها إليهم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية