1. الرئيسية
  2. الفقيه والمتفقه
  3. باب القول في الصحابي يروي حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يعمل بخلافه
صفحة جزء
371 - أنا أبو الحسين : أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ ، نا القاضي أبو عبد الله : الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ، نا عبيد الله بن سعد الزهري ، نا عمي ، نا أبي ، [ ص: 371 ] عن ابن إسحاق قال : حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعيد ، عن المجالد بن سعيد ، عن الشعبي ، عن مسروق بن الأجدع قال : ركب عمر بن الخطاب منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخطب الناس فقال : " أيها الناس ما إكثاركم في صدقات النساء ، فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، وإنما الصدقات فيما بين أربعمائة درهم فما دون ذلك ، ولو كان الإكثار في ذلك تقوى أو مكرمة لم تسبقوهم إليها ، فلا أعرفن ما زاد رجل في صداق امرأة على أربعمائة درهم " ، قال : ثم نزل فاعترضته امرأة من قريش ، فقالت : يا أمير المؤمنين أنهيت الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم ؟ قال : " وما ذاك ؟ " قالت : أو ما سمعت ما أنزل الله تعالى في القرآن ؟ قال : " وأنى ذلك ؟ " قال : فقالت : أو ما سمعت الله تعالى يقول : ( وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا ) . قال : فقال : " اللهم غفرا ، كل إنسان أفقه من عمر " ، ثم رجع فركب المنبر ، ثم قال : " أيها الناس ، إني كنت قد نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم ، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب وطابت به نفسه فليفعل " .

[ ص: 372 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية