صفحة جزء
باب ما جاء في القول الواحد من الصحابة

[إذا قال بعض الصحابة] قولا ، ولم ينتشر في علماء الصحابة ، ولم يعرف له مخالف ، لم يكن ذلك إجماعا ، وهل هو حجة أو لا ؟ فيه قولان : أحدهما : أنه حجة .

والقول الثاني : أنه ليس بحجة .

فمن ذهب إلى القول الأول احتج بأن الصحابي لا يخلو من أن يكون قوله توقيفا من النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أو يكون اجتهادا منه ، فإن كان توقيفا ، وجب أن يكون مقدما على القياس ، لأن خبر الواحد أقوى من القياس والاستدلال ، وإن كان اجتهادا منه وجب أن يكون اجتهاده أقوى من اجتهاد غيره ، لأنه شاهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وسمع كلامه ، والسامع أعرف بمقاصد المتكلم ، ومعاني كلامه ممن لم يسمعه ، فوجب أن يكون اجتهاده مقدما على اجتهاد من لم يسمع منه ، ولهذا قال أيوب السختياني وخالد الحذاء :

التالي السابق


الخدمات العلمية