صفحة جزء
180 - وعن سلمة بن سلامة بن وقش ، قال : كان لنا جار من يهود في بني عبد الأشهل ، فخرج علينا يوما من بيته ، وذلك قبل مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى وقف على مجلس بني عبد الأشهل ، قال سلمة : وأنا يومئذ أحدث من فيه سنا علي بردة لي مضطجع فيها بفناء أهلي ، فذكر البعث ، والقيامة ، والحساب ، والميزان ، والجنة ، والنار ، قال ذلك لقوم أصحاب أوثان لا يرون أن بعثا كائن بعد الموت ، فقالوا : ويحك ، وتكون دار فيها جنة ، ونار يجزون فيها بأعمالهم ؟ قال : نعم ، والذي يحلف به ، ولود أن حظه من تلك النار أعظم تنور في هذه الدار يحمونه ، ثم يدخلونه إياه ، فيطبقون عليه ، ثم ينجو من تلك النار غدا ، قالوا : ويحك ، وما آية ذلك ، قال : نبي يبعث من هذه البلاد ، وأشار بيده نحو مكة ، واليمن ، قالوا : فمتى تراه ، فرمى بطرفه ، فرآني ، وأنا مضطجع بفناء باب أهلي ، وأنا أحدث القوم ، فقال : إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه ، قال سلمة : فوالله ما ذهب الليل ، والنهار حتى بعث الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، وهو حي بين أظهرنا ، فآمنا به ، وكفر به بغيا ، وحسدا ، فقلنا له : ويلك يا فلان ، ألست الذي قلت لنا فيه ؟ قال : بلى ، ولكن ليس به .

التالي السابق


الخدمات العلمية