صفحة جزء
236 - قال : وأخبرنا أبو العباس ، أنا أبو بكر ، ثنا عبد الله بن محمد الكرماني ، ثنا عبد الله بن المبارك ، عن أبي بكر الهذلي ، عن عكرمة ، قال : قال شيبة بن عثمان : لما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، يعني يوم حنين أعري ، ذكرت أبي ، وعمي قتلهما حمزة ، قلت : اليوم أدرك ثأري [ ص: 183 ] في محمد ، فجئته عن يمينه ، فإذا أنا بالعباس قائم عليه درع ، فقلت : عمه لن يخذله ، فجئته عن يساره ، فإذا أنا بأبي سفيان بن الحارث ، فقلت : ابن عمه لن يخذله ، فجئته من خلفه ، فدنوت ، ودنوت حتى إذا لم يبق إلا أن أسوره سورة بالسيف دفع لي شواظ من نار كأنه البرق ، فخفت أن يمحشني ، فنكصت على عقبي القهقرى ، فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : يا شيب ، ادنه ، فدنوت ، فوضع يده على صدري ، فاستخرج الله الشيطان من قلبي ، فرفعت إليه بصري ، فلهو أحب إلي من سمعي ، وبصري ، فقال لي : يا شيب ، قاتل الكفار ، قال : فقاتلت معه .

قال الإمام - رحمه الله - : قوله : أعري ، أي : ترك خاليا لم يكن عنده جماعة ، وقوله إلا أن أسوره ، أي : أثب عليه ، وقوله : أن يمحشني ، أي : يحرقني ، والشواظ : الخالص من النار ، وقوله : يا شيب ، منادى مرخم حذف منها الهاء ، والمشهور أن هذا الراعي هو أهبان بن أوس .

التالي السابق


الخدمات العلمية