صفحة جزء
245 - قال : وأخبرنا محمد بن الحسين ، ثنا الدامغاني ، ثنا صدقة بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق ، قال : وقد كان ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف أشد قريش بطشا ، فخلا يوما برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض شعاب مكة ، وقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا ركانة ، ألا تتقي الله ، وتقبل ما أدعوك إليه ؟ قال : لو أعلم الذي تقول حقا لاتبعتك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أرأيت إن صرعتك ، أتعلم أن ما أقول حق ؟ قال : نعم ، قال : فقم حتى [ ص: 190 ] أصارعك ، فقام إليه يصارعه ، فلما بطش به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أضجعه لا يملك من نفسه شيئا ، ثم قال : عد يا محمد ، فعاد ، فصرعه ، فقال : يا محمد ، إن هذا والله لعجب ، أتصرعني ، وأنا أشد قريش ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أعجب من ذاك إن شئت أريكه ، قال : ما هو ؟ قال : أدعو لك هذه الشجرة ، فتأتيني ، قال : فادعها ، فأقبلت حتى وقفت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقال : قد رأيت ما ترى ، قال : ارجعي إلى مكانك ، فرجعت إلى مكانها ، قال : فذهب ركانة إلى قومه ، فقال : يا بني عبد مناف ، ساحروا بصاحبكم أهل الأرض ، فوالله ما رأيت أسحر منه قط ، ثم أخبرهم بالذي رأى ، وبالذي صنع به .

التالي السابق


الخدمات العلمية