صفحة جزء
فصل :

257 - ذكر القفال الشاشي في دلائل النبوة ، أخبرنا أبو عروبة ، ثنا إسحاق بن شاهين ، ثنا خالد هو ابن عبد الله ، عن داود بن أبي هند ، عن عمرو بن سعيد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - أن رجلا من أزد شنوءة يقال له : ضماد ، وكان باليمن ، وكان يعالج من الرياح ، فقدم مكة ، فسمع أهل مكة يقولون : محمد شاعر ، مجنون ، وكاهن ، وساحر ، فقال : والله لو لقيت هذا الرجل ، فلعل الله أن يشفيه على يدي ، فلقيه ، فقال : يا محمد ، إني أعالج ، وإن الله يشفي على يدي ، وإني أعالج من هذه الرياح ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره من يهده الله ، فلا مضل له ، ومن يضلل ، فلا هادي [ ص: 194 ] له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ، ورسوله ، أما بعد ، فقال : أعدهن علي ، فأعادها عليه ، فقال : لقد سمعت قول الكهنة ، وقول السحرة ، والشعر ، فما سمعت بمثل هذه الكلمات ، ولقد بلغن قاموس البحر ، فمد يدك أبايعك على الإسلام ، فقال : وعلى قومك ، فبايعه على الإسلام ، وعلى قومه .

قال الإمام - رحمه الله - : قاموس البحر : قعر البحر ، وفي رواية : فأسلم ، وكتب له أمانا لقومه ، فمر جيش بمكانه ، فأصابوا منه ، فقال أمير الجيش : من كان أخذ شيئا ، فليرده ، فلم يصيبوا إلا إداوة ، فردوها .

التالي السابق


الخدمات العلمية