صفحة جزء
فصل :

28 - أخبرنا أحمد بن محمد بن مردويه ، أنا أبو سعيد بن حسنويه ، ثنا شاكر بن جعفر المعدل ، ثنا عمير بن مرداس ، ثنا محمد بن بكير ، ثنا أيوب بن جابر ، عن صدقة بن سعيد ، عن مصعب بن شيبة ، عن أبيه قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين والله ما أخرجني الإسلام ولا معرفة به ولكني أنفت أن يظهر هوازن على قريش فقلت وأنا واقف معه يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أرى خيلا بلقا قال يا شيبة إنه لا يراه إلا كافر فضرب يده على صدره، ثم قال اللهم اهد شيبة ، ثم ضرب بها الثانية فقال اللهم اهد شيبة ، ثم ضرب بها الثالثة فقال : اللهم اهد شيبة ، فوا الله ما رفع يده من صدري في الثالثة حتى ما كان أحد من خلق الله أحب إلي منه قال فالتقى الناس والنبي صلى الله عليه وسلم على ناقة أو بغلة وعمر آخذ بلجامه والعباس آخذ بثفر دابته فانهزم المسلمون فنادى العباس بصوت له جهير أو جهوري فقال أين المهاجرون الأولون أين أصحاب البقرة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول فرماه قدما :

ها أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب .

فعطف المسلمون فاصطكوا بالسيوف فقال صلى الله عليه وسلم الآن حمي الوطيس قال وهزم الله المشركين .


قال الإمام رحمه الله : قال أهل التاريخ شيبة ابن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الله بن عبد الدار بن قصي الحجبي أسلم يوم حنين وأيوب بن جابر هو الحنفي وثفر الدابة حبل يشد تحت ذنبه وقوله قدما أي تقدموا . وها : تنبيه . فعطف المسلمون أي فأقبلوا . فاصطكوا بالسيوف أي تضاربوا بها بقوة والوطيس التنور والمعنى اشتد الحرب وحمي كما يحمى التنور . والبلق جمع الأبلق وهو الذي يخالط سواده بياض [ ص: 50 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية