صفحة جزء
فصل في ذكر الأدلة على كراهية الغناء والنوح والمنع منهما

قال المصنف : وقد استدل أصحابنا بالقرآن والسنة والمعنى . فأما الاستدلال من القرآن فبثلاث آيات . الآية الأولى قوله عز وجل ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك ، ويحيى بن علي قالا نا أبو محمد الصريفيني ، نا أبو بكر بن عبدان ، ثنا عبد الله بن منيع ، ثنا عبد الله بن [ ص: 224 ] عمر ، ثنا صفوان بن عيسى قال قال حميد الخياط أخبرنا عن عمار بن أبي معاوية ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي الصهباء . قال سألت ابن مسعود عن قول الله عز وجل ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) قال هو والله الغناء . أخبرنا عبد الله بن علي المقري ، ومحمد بن ناصر الحافظ قالا نا طراد بن محمد ، نا أبي بشران ، نا ابن صفوان ، ثنا أبو بكر القرشي ، ثنا زهير بن حرب ، ثنا جرير ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) ، قال هو الغناء وأشباهه . أخبرنا عبد الله بن محمد الحاكم ، ويحيى بن علي المدبر قالا نا أبو الحسين بن النقور ، نا ابن حياة ، ثنا البغوي ، ثنا هدبة ، ثنا حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن الحسن بن مسلم عن مجاهد : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) قال الغناء . أخبرنا ابن ناصر ، نا المبارك بن عبد الجبار ، نا أبو إسحاق البرمكي ، نا أحمد بن جعفر بن مسلم ، نا أحمد بن محمد بن عبد الخالق ، ثنا أبو بكر المروزي ، ثنا أحمد بن حنبل ، ثنا عبدة ، ثنا إسماعيل ، عن سعيد بن يسار . قال سألت عكرمة عن لهو الحديث قال الغناء . وكذلك قال الحسن ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، وإبراهيم النخعي .

الآية الثانية قوله عز وجل ( وأنتم سامدون ) . أخبرنا عبد الله بن علي ، نا طراد بن محمد ، نا ابن بشران ، نا ابن صفوان ، ثنا أبو بكر القرشي ، ثنا عبيد الله بن عمر ، ثنا يحيى بن سعد ، عن سفيان عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس : ( وأنتم سامدون ) قال هو الغناء بالحميرية سمد لنا - غنى لنا . وقال مجاهد هو الغناء يقول أهل اليمن سمد فلان إذا غنى .

الآية الثالثة قوله عز وجل : ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ) . أخبرنا موهوب بن أحمد ، نا ثابت بن بندار ، نا عمر بن إبراهيم الزهري ، نا عبد الله بن إبراهيم بن ماسي ، ثنا الحسين بن الكميت ، ثنا محمد بن نعيم بن القاسم الجرمي ، عن سفيان الثوري ، عن ليث عن مجاهد : ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك ) . قال هو الغناء والمزامير .

أما السنة . أخبرنا ابن الحصين ، نا ابن المذهب ، نا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ثني أبي ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن سليمان بن موسى [ ص: 225 ] عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنه . أنه سمع صوت زمارة راع فوضع أصبعيه في أذنيه وعدل راحلته عن الطريق . وهو يقول يا نافع أتسمع فأقول نعم فيمضي حتى قلت لا فوضع يديه وأعاد راحلته إلى الطريق وقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع زمارة راع فصنع مثل هذا .

قال المصنف : رحمه الله ، إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال فكيف بغناء أهل الزمان وزمورهم . أخبرنا محمد بن ناصر ، نا المبارك بن عبد الجبار ، نا الحسين بن محمد النصيبي ، ثنا إسماعيل بن سعيد بن سويد ، ثنا أبو بكر بن الأنباري ، ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار ، ثنا ابن أبي مريم ، ثنا يحيى بن أيوب ، عن عبيد الله بن عمر ، عن علي بن زيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شراء المغنيات وبيعهن وتعليمهن . وقال ثمنهن حرام . وقرأ ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ) .

أخبرنا عبد الله بن علي المقري ، نا أبو منصور محمد بن محمد المقري ، نا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران ، نا عمر بن أحمد بن عبد الرحمن الجمحي ، ثنا منصور بن أبي الأسود ، عن أبي المهلب ، عن عبيد الله بن عمر ، عن علي بن زيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع المغنيات وعن التجارة فيهن وعن تعليمهن الغناء . وقال ثمنهن حرام . وقال في هذا أو نحوه . أو وقال شبهه نزلت علي ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ) . وقال ما من رجل يرفع عقيرة صوته للغناء إلا بعث الله له شيطانين يرتد فإنه أعني هذا من ذا الجانب وهذا من ذا الجانب ولا يزالان يضربان بأرجلهما في صدره حتى يكون هو الذي يسكت . وروت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله عز وجل حرم المغنية وبيعها وثمنها وتعليمها والاستماع إليها ثم قرأ ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ) . وروى عبد الرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة وصوت عند مصيبة .

أخبرنا ظفر بن علي ، نا أبو علي الحسن بن أحمد المقتدي ، نا أبو نعيم الحافظ ، نا حبيب بن الحسن بن علي بن الوليد ، ثنا محمد بن كليب ، ثنا خلف بن خليفة عن [ ص: 226 ] أبان المكتب ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عمر قال دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا ابنه إبراهيم يجود نفسه فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره ففاضت عيناه فقلت يا رسول الله أتبكي وتنهانا عن البكاء فقال لست أنهى عن البكاء إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لعب ولهو ومزامير الشيطان وصوت عند مصيبة ضرب وجه وشق جيوب ورنة شيطان .

أخبرنا عبد الله بن علي المقري ، نا جدي أبو منصور محمد بن أحمد الخياط ، نا عبد الملك بن محمد بن بشران ، ثنا أبو علي أحمد بن الفضل بن خزيمة ، ثنا محمد بن سويد الطحان ، ثنا عاصم بن علي ، ثنا عبد الرحمن بن ثابت عن أبيه عن مكحول ، عن جبير بن نفير ، عن مالك بن نحام الثقة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنه . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بعثت بهدم المزمار والطبل .

أخبرنا ابن الحصين ، نا أبو طالب بن عيلان ، نا أبو بكر الشافعي ، ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ، ثنا عباد بن يعقوب ، ثنا موسى بن عمير ، عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . بعثت بكسر المزامير . أخبرنا أبو الفتح الكروجي ، نا أبو عامر الأزدي ، وأبو بكر العورجي قالا نا الجراحي ، ثنا المحبوبي ، ثنا الترمذي ، ثنا صالح بن عبد الله ، ثنا الفرج بن فضالة ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء فذكر منها إذا اتخذت القيان والمعازف قال الترمذي وحدثنا علي بن حجر ، نا محمد بن يزيد ، عن المستلم بن سعيد ، عن رميح الجذامي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا اتخذ الفيء دولا ، والأمانة مغنما ، والزكاة مغرما ، وتعلم لغير الدين ، وأطاع الرجل امرأته وعق أمه ، وأدنى صديقه وأقصى أباه وظهرت الأصوات في المساجد ، وساد القبيلة فاسقهم وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرم الرجل مخافة شره وظهرت القينات والمعازف ، وشربت الخمور ، ولعن آخر هذه الأمة أولها . فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع . وقد روي عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يكون في أمتي خسف وقذف ومسخ . قيل يا رسول الله متى . قال : إذا ظهرت [ ص: 227 ] المعازف والقينات واستحلت الخمر . أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري في كتاب السنن لابن ماجه قال نا أبو العباس أحمد بن محمد الأسدابادي ، نا أبو منصور المقومي ، نا أبو طلحة القاسم بن المنذر ، نا أبو الحسن بن إبراهيم القطان ، ثنا محمد بن يزيد بن ماجه ، ثنا الحسين بن أبي الربيع الجرجاني ، ثنا عبد الرازق أخبرني يحيى بن العلاء أنه سمع مكحولا يقول أنه سمع يزيد بن عبد الله يقول أنه سمع صفوان بن أمية قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء عمرو بن قرة فقال يا رسول الله . إن الله عز وجل قد كتب على الشفوة فما أراني أرزق إلا من دفي بكفي فأذن لي في الغناء في غير فاحشة . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا آذن لك ولا كرامة ولا نعمة عين . كذبت يا عدو الله لقد رزقك الله حلالا طيبا فاخترت ما حرم الله عليك من رزقه مكان ما أحل الله لك من حلاله . ولو كنت تقدمت إليك لفعلت بك وفعلت . قم عني وتب إلى الله عز وجل . أما إنك لو قلت بعد التقدمة إليك ضربتك ضربا وجيعا . وحلقت رأسك مثلة ونفيتك من أهلك . وأحللت سلبك نهبة لفتيان المدينة . فقام عمرو وبه من الشر والخزي ما لا يعلمه إلا الله عز وجل . فلما ولى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء العصاة من مات منهم بغير توبة حشره الله عز وجل عريان لا يستتر بهدبة كلما قام صرع .

وأما الآثار فقال ابن مسعود : الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل . وقال : إذا ركب الرجل الدابة ولم يسم ردفه الشيطان . وقال : تغنه فإن لم يحسن . قال له : تمنه . ومر ابن عمر رضي الله عنه بقوم محرمين وفيهم رجل يتغنى . قال ألا لا سمع الله لكم . ومر بجارية صغيرة تغني فقال : لو ترك الشيطان أحدا لترك هذه . وسأل رجل القاسم بن محمد عن الغناء فقال : أنهاك عنه وأكرهه لك . قال أحرام هو ؟ قال انظر يا ابن أخي إذا ميز الله الحق من الباطل ففي أيهما يجعل الغناء وعن الشعبي قال لعن المغني والمغنى له . أخبرنا عبد الله بن علي المقري ، ومحمد بن ناصر قالا نا طراد بن محمد ، نا أبو الحسين بن بشران ، نا أبو علي بن صفوان ، ثنا أبو بكر القرشي ثني الحسين بن عبد الرحمن ثني عبد الله بن الوهاب قال أخبرني أبو حفص عمر بن عبيد الله الأرموي . قال : كتب عمر بن عبد العزيز إلى مؤدب ولده ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي بدؤها من الشيطان وعاقبتها سخط الرحمان جل وعز . فإنه بلغني [ ص: 228 ] عن الثقات من حملة العلم أن حضور المعازف واستماع الأغاني واللهج بها ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب . ولعمري لتوفي ذلك بترك حضور تلك المواطن أيسر على ذي الذهن من الثبوت على النفاق في قلبه . وقال فضيل بن عياض . الغناء رقية الزنا . وقال الضحاك الغناء مفسدة للقلب مسخطة للرب . وقال يزيد بن الوليد يا بني أمية إياكم والغناء فإنه يزيد الشهوة ويهدم المروءة وإنه لينوب عن الخمر ويفعل ما يفعل السكر . فإن كنتم لا بد فاعلين فجنبوه النساء ، فإن الغناء داعية الزنا .

قال المصنف رحمه الله قلت : وكم قد فتنت الأصوات بالغناء من عابد وزاهد وقد ذكرنا جملة من أخبارهم في كتابنا المسمى بذم الهوى . أخبرنا محمد بن ناصر ، نا ثابت بن بندار ، نا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن رزمة ، أبو سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي ثني محمد بن يحيى ، عن معن بن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه . قال كان سليمان بن عبد الملك في بادية له . فسمر ليلة على ظهر سطح ثم تفرق عنه جلساؤه : فدعا بوضوء فجاءت به جارية له فبينما هي تصب عليه إذا استمدها بيده . وأشار إليها فإذا هي ساهية مصغية بسمعها مائلة بجسدها كله إلى صوت غناء تسمعه في ناحية العسكر . فأمرها فتنحت واستمع هو الصوت . فإذا صوت رجل يغني فأنصت له حتى فهم ما يغني به من الشعر . ثم دعا جارية من جواريه غيرها فتوضأ فلما أصبح أذن للناس إذنا عاما . فلما أخذوا مجالسهم أجرى ذكر الغناء ومن كان يسمعه ولين فيه حتى ظن القوم أنه يشتهيه فأفاضوا في التليين والتحليل والتسهيل . فقال هل بقي أحد يسمع منه . فقام رجل من القوم فقال يا أمير المؤمنين عندي رجلان من أهل أيلة حاذقان ، قال : وأين منزلك من العسكر فأومى إلى الناحية التي كان الغناء منها . فقال سليمان يبعث إليهما فوجد الرسول أحدهما فأقبل به حتى أدخله على سليمان ، فقال له ما اسمك ؟ قال : سمير ، فسأله عن الغناء . كيف هو فيه فقال حاذق محكم . قال ومتى عهدك به . قال في ليلتي هذه الماضية . قال : وفي أي نواحي العسكر كنت فذكر له الناحية التي سمع منها الصوت . قال : فما غنيت فذكر الشعر الذي سمعه سليمان . فأقبل سليمان فقال هدر الجمل فضبعت الناقة وهب التيس فشكرت الشاة ، وهدل الحمام فزافت الحمامة ، وغنى الرجل فطربت المرأة . ثم [ ص: 229 ] أمر به فخصي . وسأل عن الغناء أين أصله وأكثر ما يكون . قالوا : بالمدينة وهو في المخنثين وهم الحذاق به والأئمة فيه فكتب إلى عامله على المدينة وهو أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم : أن أخصي من قبلك من المخنثين المغنين .

قال المصنف رحمه الله : وأما المعنى فقد بينا أن الغناء يخرج الإنسان عن الاعتدال ويغير العقل . وبيان هذا أن الإنسان إذا طرب فعل ما يستقبحه في حال صحته من غيره من تحريك رأسه . وتصفيق يديه ، ودق الأرض برجليه . إلى غير ذلك مما يفعله أصحاب العقول السخيفة ، والغناء يوجب ذلك بل يقارب فعله فعل الخمر في تغطية العقل . فينبغي أن يقع المنع منه . أخبرنا عمر بن ظفر ، نا جعفر بن أحمد ، نا عبد العزيز بن علي الأزجي ، نا ابن جهضم ، نا يحيى بن المؤمل ، ثنا أبو بكر السفاف ، ثنا أبو سعيد الخراز قال ذكر عند محمد بن منصور أصحاب القصائد فقال : هؤلاء الفرارون من الله عز وجل لو ناصحوا الله ورسوله وصدقوه لأفادهم في سرائرهم ما يشغلهم عن كثرة التلاقي . أخبرنا محمد بن ناصر ، نا عبد الرحمن بن أبي الحسين بن يوسف ، نا محمد بن علي العبادي . قال : قال أبو عبد الله بن بطة العكبري . سألني سائل عن استماع الغناء فنهيته عن ذلك وأعلمته أنه مما أنكرته العلماء واستحسنه السفهاء وإنما تفعله طائفة سموا بالصوفية وسماهم المحققون الجبرية أهل همم دنيئة وشرائع بدعية يظهرون الزهد وكل أسبابهم ظلمة . يدعون الشوق والمحبة بإسقاط الخوف والرجاء . يسمعونه من الأحداث والنساء ويطربون ويصعقون ويتغاشون ويتماوتون ويزعمون أن ذلك من شدة حبهم لربهم وشوقهم إليه . تعالى الله عما يقوله الجاهلون علوا كبيرا .

التالي السابق


الخدمات العلمية