صفحة جزء
65 - أخبرنا ابن قدامة، وطائفة كما به قالوا: أنبأنا حنبل ، أنبأنا هبة الله بن الحصين ، أنبأنا أبو علي المذنب ، أخبرنا أبو بكر القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا أبي ، حدثنا عفان ، حدثنا همام، سمعت قتادة، يحدث عن أنس: "أن مالك بن صعصعة حدثه أن نبي الله حدثه عن ليلة أسري به، قال: "بينما أنا في الحطيم - وربما قال قتادة: في الحجر - مضطجع إذ أتاني آت". فذكر الحديث وفيه قال: "ثم أتيت بدابة دون البغل، وفوق الحمار أبيض، يقع خطوه عند انقضاء طرفه - قال - فحملت عليه، فانطلق بيجبرائيل، حتى أتى بي السماء الدنيا، فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال جبرائيل. قيل: ومن [ ص: 37 ] معك؟ قال: محمد. قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم، فقيل: مرحبا به، ولنعم المجيء جاء. قال: ففتح، فلما خلصت إذا فيها آدم، قال: هذا أبوك (فسلم عليه) فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال، مرحبا بالابن الصالح، والنبي الصالح. ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح. قيل: من هذا؟ قال: جبرائيل. قيل ومن معك؟ قال محمد. قيل: وقد أرسل إليه؟ قال : نعم، قيل: مرحبا به، ونعم المجيء جاء، قال: ففتح، فلما خلصت فإذا يحيى وعيسى، وهما ابنا الخالة، قال: هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما، فسلمت فردا السلام، وقالا: مرحبا بالأخ الصالح، والنبي الصالح. ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبرائيل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به ونعم المجيء جاء، قال: ففتح، فلما خلصت إذا يوسف، قال هذا يوسف فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح.

ثم صعد حتى أتى السماء الرابعة، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال جبرائيل، قيل ومن معك؟ قال محمد، قيل وقد أرسل إليه؟ قال نعم، قال: مرحبا به ونعم المجيء جاء، قال: ففتح، فلما خلصت فإذا إدريس، قال: هذا إدريس فسلم عليه فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح.

قال: ثم صعد حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال جبرائيل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قال: مرحبا به ونعم المجيء جاء. قال: ففتح، فلما خلصت فإذا هارون، قال: هذا هارون فسلم عليه، قال فسلمت عليه فرد السلام ثم قال مرحبا [ ص: 38 ] بالأخ الصالح والنبي الصالح.

ثم صعد حتى أتى السماء السادسة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبرائيل، قيل: ومن معك؟ قال محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قال مرحبا به، ونعم المجيء جاء. ففتح، فلما خلصت فإذا أنا بموسى، قال هذا موسى فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، قال: فلما تجاوزت بكى، فقيل: ما يبكيك؟ قال أبكي; لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته، أكثر مما يدخلها من أمتي.

ثم صعد حتى أتى السماء السابعة، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال جبرائيل، قيل: ومن معك؟ قال محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال نعم. قال: مرحبا به ونعم المجيء جاء. قال: ففتح، فلما خلصت فإذا إبراهيم، قال: هذا إبراهيم فسلم عليه، قال فسلمت فرد السلام، ثم قال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح.

قال ثم رفعت إلى سدرة المنتهى، ثم رفع إلى البيت المعمور، قال:
ثم فرضت علي الصلاة خمسين صلاة كل يوم، فرجعت فمررت على موسى، فقال بم أمرت؟ قلت: بخمسين صلاة كل يوم، قال: إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة، وإني قد خبرت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، قال: فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى فقال: بم أمرت؟ قلت: بأربعين صلاة كل يوم. قال: إن أمتك لا تستطيع أربعين صلاة كل يوم، وإني قد خبرت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فرجعت فوضع عني عشرا أخر، فرجعت إلى موسى فقال بم [ ص: 39 ] أمرت؟ قلت: أمرت بثلاثين صلاة كل يوم، قال إن أمتك لا تستطيع ثلاثين صلاة كل يوم، وإني قد خبرت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فرجعت فوضع عني عشرا أخر، فرجعت إلى موسى، فقال: بم أمرت؟ قلت: بعشرين صلاة كل يوم، قال: إن أمتك لا تستطيع عشرين صلاة كل يوم، وإني قد خبرت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، قال: فرجعت فأمرت بعشر صلوات في كل يوم، فرجعت إلى موسى، فقال: بم أمرت؟ قلت: بعشر صلوات كل يوم، قال إن أمتك لا تستطيع عشر صلوات كل يوم، وإني قد خبرت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم، فرجعت إلى موسى. فقال بم أمرت؟ قلت: أمرت بخمس صلوات كل يوم، فقال: إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم، وإني قد خبرت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، قلت: قد سألت ربي حتى استحييت، ولكني أرضى وأسلم. فلما نفدت نادى مناد: قد أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي.


‏ * متفق عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية