صفحة جزء
أنبأنا ابن مكرم بالبصرة، حدثنا بشر بن الوليد ، حدثنا الحكم بن عبد الملك عن قتادة في قول الله تعالى ( إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) قال: للرحمة والطاعة، فأما أهل طاعة الله فقلوبهم وأهواؤهم مجتمعة، وإن تفرقت ديارهم، وأهل معصية الله قلوبهم مختلفة، وإن اجتمعت ديارهم.

وأنشدني منصور بن محمد الكريزي :


فما تبصر العينان والقلب آلف ولا القلب والعينان منطبقان     ولكن هما روحان تعرض ذي لذي
فيعرف هذا ذي فيلتقيان



قال أبو حاتم رضي الله عنه: إن من أعظم الدلائل على معرفة ما فيه المرء من تقلبه وسكونه: هو الاعتبار بمن يحادثه ويوده، لأن المرء على دين خليله، وطير السماء على أشكالها تقع.

وما رأيت شيئا أدل على شيء، ولا الدخان على النار، مثل الصاحب على الصاحب. وأنشدني الأبرش:

[ ص: 109 ]

يقاس المرء بالمرء     إذا ما هو ماشاه
وذو العر إذا احتك     ذا الصحة أعداه
وللشيء من الشيء     مقاييس وأشباه
وللروح على الروح     دليل حين يلقاه



التالي السابق


الخدمات العلمية