صفحة جزء
ذكر الحث على زيارة الإخوان وإكرامهم

أنبأنا الحسن بن سفيان ، حدثنا يزيد بن صالح اليشكري ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن رجلا زار أخا له في قرية، فأرصد الله على مدرجته ملكا فقال: أين تريد؟ فقال: أريد أخا لي في هذه القرية، فقال: هل له عليك من نعمة تربها؟ قال: لا، إلا أني أحبه في الله، قال: إني رسول الله إليك، إن الله تبارك وتعالى أحبك كما أحببته ".

قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل تعاهد الزيارة للإخوان وتفقد أحوالهم، لأن الزائر في قصده الزيارة، يشتمل على مصادفة معنيين:

أحدهما: استكمال الذخر في الآجل بفعله ذلك. وقد قال بعض القدماء: إن الرجل إذا زار أخا له في الله، لم يبق في السماء ملك إلا حياه بتحية مستأنفة [ ص: 115 ] لا يحييه ملك مثله ولم تبق شجرة من شجر الجنة إلا نادت صاحبتها: ألا إن فلان ابن فلان زار أخا في الله.

والآخر: التلذذ بالمؤانسة بالأخ المزور، مع الانقلاب بغنيمتين معا.

ولقد أنبأنا عمرو بن محمد الأنصاري ، حدثنا الغلابي ، حدثنا عبد الله بن رجاء الغداني قال: كان عتبة الغلام يأوي المقابر والصحاري، ثم يخرج إلى السواحل فيقيم بها، فإذا كان يوم الجمعة دخل البصرة فشهد الجمعة ورأى إخوانه فسلم عليهم.

حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا عفان ، حدثنا جعفر بن سليمان ، حدثني بعض مشيختنا، قال: قال عامر بن قيس: إنما أجدني آسف على البصرة لأربع خصال: تجاوب مؤذنيها، وظماء الهواجر، ولأن بها إخواني، ولأن بها وطني.

التالي السابق


الخدمات العلمية