صفحة جزء
أنبأنا محمد بن المهاجر المعدل ، حدثنا أبو جعفر ابن ابنة أبي سعيد التغلبي الدمشقي ، حدثنا حاجب بن أبي علقمة العطاردي قال: سمعت أبي يقول: قال مطرف بن عبد الله بن الشخير لابن أخيه: يا بني أخي، إذا كانت لك حاجة إلي فاكتب بها في رقعة، فإني أصون وجهك عن ذل السؤال.

وأنشدني ذلك :


يا أيها المتعب بذل السؤال وطالب الحاجات من ذي النوال     لا تحسبن الموت موت البلى
فإنما الموت سؤال الرجال     كلاهما موت، ولكن ذا
أعظم من ذاك لذل السؤال



قال أبو حاتم رضي الله عنه: أعظم المصائب سوء الخلف، والمسألة من الناس والهم بالسؤال نصف الهرم، فكيف المباشرة بالسؤال؟ ومن عزت عليه نفسه [ ص: 147 ] صغرت الدنيا في عينيه، ولا ينبل الرجل حتى يعف عما في أيدي الناس، ويتجاوز عما يكون منهم، والسؤال من الإخوان ملال، ومن غيرهم ضد النوال.

وأنشدني الأبرش :


انبل بنفسك أن تكون حريصة     إن الحريص إذا يلح يهان
من يكثر التسآل من إخوانه     يستثقلوه، وحظه الحرمان



وأنشدني علي بن محمد البسامي :


أتيت أبا عمرو أرجي عطاءه     فزاد أبو عمرو على حزني حزنا
فكنت كباغي القرن أسلم أذنه     فبات بلا أذن، ولم يستفد قرنا



التالي السابق


الخدمات العلمية