صفحة جزء
حدثني مطهر بن يحيى بن ثابت بواسط، حدثنا سنان القطان ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: "سمع رجل صوتا في غمام: اذهبي إلى أرض فلان فاسقيه، قال: فقال الرجل: لآتين فلانا هذا، فلأنظرن ما يعمل في أرضه، فأتاه وقد مطر فيها، وهو قائم يفتح الأواعي، فسلم عليه، وقال: يا عبد الله، أخبرني ما تعمل في أرضك هذه؟ قال: أنظر إلى ما أخرج الله منها، فأرد فيها ثلثه، وأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثه، قال علقمة: فكان ابن مسعود يبعثني إلى أرض له بزازان أفعل فيها مثل ذلك".

قال أبو حاتم - رضي الله عنه - : إن شر المال ما لا يخرج منه حقوقه، وإن شرا منه ما أخذ من غير حله، ومنع من حقه، وأنفق في غير حله، واستثمار المال قوام المعاش، ولا بد للمرء من إصلاح ماله، وما ارتفع أحد قط عن إصلاح ماله صالحا كان أو طالحا.

ولا يجب للعاقل أن يعتمد على مجاورة نعم الله عنده، فلا يقضي منها حقوقها؛ لأن من أساء مجاورة نعم الله أساءت مجاورته، وتحولت عنه إلى غيره.

ولقد أنشدني ابن زنجي البغدادي:


فإن كنت في خير، فلا تغترر به ولكن قل: اللهم سلم وتمم     فمن لم يصن عرضا إذا ما استفاده
ويشكر لأهل الخير يسلب ويذمم



التالي السابق


الخدمات العلمية