صفحة جزء
حدثنا أحمد بن الحسن بن أبي الصغير المدائني ، حدثنا الربيع بن سليمان، قال: سمعت الشافعي يقول: كان أبو حاتم - يعني الطائي - سخيا، وكان يضع الأشياء مواضعها، وكان حاتم مبذرا، فاجتمع يوما عند أبيه أصحابه، وشكا إليهم حاتما، قال: والله ما أدري ما أصنع؟ لا يأخذ شيئا إلا بذره، فاجتمع رأيهم على أن لا يعطيه شيئا سنة، قال: فأقام أبوه، ولم يمكنه من شيء سنة مع ما هو فيه من الضر، فلما مضت السنة أمر له بمائة ناقة حمراء، قال: فلما وقفت عليه، قال حاتم: من أحب شيئا فهو له، حتى أخذوها كلها، فدعاه أبوه، فقال له: أي بني، ماذا تصنع؟ قال: والله يا أبي لقد بلغ الجوع مني شيئا، لا يسألني أحد شيئا إلا أعطيته إياه.

وأنشدني عبد العزيز بن سليمان:


تجود بالمال على وارث ولا ترى أهلا له نفسكا     قدم حسن الظن بالله من
جاد، وسوء الظن من أمسكا



التالي السابق


الخدمات العلمية