صفحة جزء
أخبرنا ابن قتيبة ، حدثنا جعفر بن نوح ، حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع قال:

[ ص: 42 ] سمعت مالك بن أنس يقول " كل شيء ينتفع بفضله إلا الكلام فإن فضله يضر ".

أخبرنا القطان ، حدثنا أحمد بن أبي الحواري ، حدثنا مروان بن محمد ، عن سعيد بن عبد العزيز قال: قال أبو الدرداء " لا خير في الحياة إلا لأحد رجلين: منصت واع، أو متكلم عالم ".

قال أبو حاتم: الواجب على العاقل أن لا يغالب الناس على كلامهم، ولا يعترض عليهم فيه; لأن الكلام وإن كان في وقته حظوة جليلة فإن الصمت في وقته مرتبة عالية، ومن جهل بالصمت عي بالمنطق والإنسان إنما هو صورة ممثلة أو صالة مهملة، لولا اللسان، والله جل وعز رفع جارحة اللسان على سائر الجوارح، فليس منها شيء أعظم أجرا منه إذا أطاع، ولا أعظم ذنبا منه إذا جنى.

وأنشدني محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي :


لئن كان يجني اللوم ما أنت قائل ولم يك منه النفع فالصمت أيسر     فلا تبد قولا من لسانك لم يرض
مواقعه من قبل ذاك التفكر



التالي السابق


الخدمات العلمية