صفحة جزء
أنبأنا ابن خزيمة ، حدثنا محمد بن هشام المروزي ، حدثنا حفص بن غياث عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال " حج الحسين بن علي عشر حجج ماشيا ونجبه تقاد إلى جنبه ".

قال أبو حاتم رضي الله عنه: أفضل الناس من تواضع عن رفعة، وزهد عن قدرة، وأنصف عن قوة، ولا يترك المرء التواضع إلا عند استحكام التكبر، فلا يتكبر على الناس أحد إلا بإعجابه بنفسه، وعجب المرء بنفسه أحد حساد عقله، وما رأيت أحدا تكبر على من دونه إلا ابتلاه الله بالذلة لمن فوقه.

وأنشدني محمد بن أبي علي الخلادي :


ودع التيه والعبوس على الناس فإن العبوس رأس الحماقة     كلما شئت أن تعادي عاديت
صديقا وقد تغر الصداقة



قال أبو حاتم رضي الله عنه: ما استجلبت البغضة بمثل التكبر، ولا اكتسبت المحبة بمثل التواضع، ومن استطال على الإخوان فلا يثقن منهم بالصفاء ولا يجب لصاحب الكبر أن يطمع في حسن الثناء، ولا تكاد ترى تائها إلا وضيعا.

فالعاقل إذا رأى من هو أكبر سنا منه تواضع له، وقال: سبقني إلى الإسلام، وإذا رأى من هو أصغر سنا تواضع له، وقال: سبقته بالذنوب، وإذا رأى من هو مثله عده أخا، فكيف يحسن تكبر المرء على أخيه، ولا يجب استحقار أحد، لأن العود المنبوذ ربما انتفع به فحك الرجل به أذنه.

أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق ، حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد، قال: سمعت محمد بن شعيب بن شابور يقول " دخل رجل الحمام وزيد بن [ ص: 63 ] أبي حبيب فيه، وكان أسود، فقال له: يا أسود قم فاغسل رأسي قال: فقام فشد عليه إزاره فغسل رأسه، ودلك جسده، فلما فرغ قال له الرجل :كثر الله في السودان مثلك قال: أحببت أن يكثر من يخدمك ".

أنبأنا محمد بن زنجويه القشيري ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله المدائني ، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش ، عن مجاهد عن ابن عباس قال " لو بغى جبل على جبل لدك الله الباغي منهما ".

أنبأنا الحسن بن سفيان ، حدثنا نصر بن علي ، حدثنا نوح بن قيس عن أخيه عن قتادة قال: " ما نسيت شيئا قط " ثم قال لغلامه " ناولني نعلي، قال نعلك في رجلك ".

أنبأنا عبد الله بن محمد بن عمر ، أنبأنا علي بن خشرم، قال: سمعت الفضل بن موسى يقول " كان مالك ينسى، فقال لقهرمانه: اشتر لي غلاما وسمه باسم خفيف حتى لا أنساه، قال: فاشترى له غلاما، وأدخله عليه، فقال: اشتريت لك هذا الغلام، وسميته باسم خفيف، قال: ما سميته؟ قال: فرقد، قال: فنظر إلى الغلام، وقال اجلس يا واقد ".

التالي السابق


الخدمات العلمية