صفحة جزء
أنبأنا أبو يعلى ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ، حدثنا مهدي بن ميمون، حدثنا معاذ بن سعد الأعور قال " كنت جالسا عند عطاء بن أبي رباح فحدث رجل بحديث، فعرض رجل من القوم في حديثه، قال: فغضب، وقال، ما هذه الطباع؟ إني لأسمع الحديث من الرجل وأنا أعلم به، فأريه كأني لا أحسن منه شيئا ".

أنبأنا محمد بن المهاجر ، حدثنا محمد بن محمد الصيداوي ، حدثنا حماد بن إسحاق عن المدائني، قال: قال معاوية " لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، قيل: وكيف؟ قال: لأنهم إن مدوها حليتها، وإن خلوا مددتها ".

قال أبو حاتم رضي الله عنه: من لم يعاشر الناس على لزوم الإغضاء عما يأتون من المكروه، وترك التوقع لما يأتون من المحبوب، كان إلى تكدير عيشه أقرب منه إلى صفائه، وإلى أن يدفعه الوقت إلى العداوة والبغضاء أقرب منه إلى أن ينال منهم الوداد، وترك الشحناء، ومن لم يدار صديق السوء كما يداري صديق الصدق ليس بحازم. ولقد أحسن الذي يقول :


تجنب صديق السوء واصرم حباله وإن لم تجد عنه محيصا فداره     وأحبب حبيب الصدق واحذر مراءه
تنل منه صفو الود ما لم تماره



التالي السابق


الخدمات العلمية