صفحة جزء
أخبرنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرج حدثنا محمد بن علي الطاحي ، حدثنا عمرو بن عثمان الخزاز الحراني ، حدثنا مفضل بن صالح قال: علي " لما أهبط الله آدم من الجنة أتاه جبريل، فقال: إني أمرت أن أخيرك في ثلاثة، فاختر واحدة، ودع اثنتين، فقال آدم: وما الثلاث؟ قال: الحياء والدين والعقل، فقال آدم: فإني قد اخترت العقل، قال: فقال جبريل للحياء والدين: انصرفا ودعاه، فقالا: إنا أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان، ثم عرج جبريل وقال: شأنكم ".

قال أبو حاتم: من حسن عقله وقبح وجهه فقد أفقد فضائل نفسه قبائح وجهه، ومن حسن وجهه وقل عقله فقد أذهب محاسن وجهه نقائص نفسه، فلا يجب للعاقل أن يغتم إذا كان معدما، لأن العاقل قد يرجى له الغنى، ولا يوثق للجاهل المكثر ببقاء ماله، ومال العاقل عقله وما قدم من صالح عمله.

[ ص: 21 ] وآفة العقل الصلف والبلاء المردي، والرخاء المفرط؛ لأن البلايا إذا تواترت عليه أهلكت عقله، والرخاء إذا تواتر عليه أبطره، والعدو العاقل خير للمرء من الصديق الجاهل.

أنشدني علي بن محمد البسامي :


عدوك ذو العقل أبقى عليك من الجاهل الوامق الأحمق     وذو العقل يأتي جميل الأمور
ويقصد للأرشد الأرفق



التالي السابق


الخدمات العلمية