صفحة جزء
أنبأنا محمد بن إسحاق الثقفي ، حدثنا أبو همام ، حدثنا ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال " اجتمع مروان بن الحكم ، وابن الزبير يوما عند عائشة، فجلسا في حجرتها وبينها وبينهما الحجاب، فسألا عائشة شعرا وحديثا " ثم قال مروان :


ومن يشإ الرحمن يخفض بقدره وليس لمن لم يرفع الله رافع



وقال ابن الزبير :


وفوض إلى الله الأمور إذا اعترت     وبالله لا بالأقربين تدافع



وقال مروان :


وداو ضمير القلب بالبر والتقى     ولا يستوي قلبان قاس وخاشع



وقال ابن الزبير :


ولا يستوي عبدان: عبد مكلم     عتل، لأرحام الأقارب قاطع



وقال مروان :


وعبد يجافي جنبه عن فراشه     يبيت يناجي ربه وهو راكع



وقال ابن الزبير :


وللخير أهل يعرفون بهديهم     إذا اجتمعت عند الخطوب المجامع



وقال مروان:

[ ص: 98 ]

وللشر أهل يعرفون بشكلهم     تشير إليهم بالفجور الأصابع



قال: فسكت ابن الزبير، فلم يجب مروان بشيء.

فقالت عائشة: " يا عبد الله، ما لك لم تجب صاحبك، والله ما سمعت تجاوب رجلين تجاولا نحو ما تجاولتما فيه أعجب إلي من مجاولتكما ".

قال ابن الزبير: إني خفت عول القول، فكففت.

فقالت عائشة: " إن لمروان في الشعر ما ليس لك ".

التالي السابق


الخدمات العلمية