صفحة جزء
بعث حمزة ، وعبيدة بن الحارث

روينا عن ابن إسحاق، قال: فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بها بقية صفر وصدرا من شهر ربيع الأول، وبعث في مقدمه ذلك عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف في ستين أو ثمانين راكبا من المهاجرين، ليس فيهم من الأنصار أحد، فسار حتى بلغ ماء بالحجاز [ ص: 355 ] بأسفل ثنية المرة، فلقي بها جمعا عظيما من قريش، فلم يكن بينهم قتال، إلا أن سعد بن أبي وقاص قد رمى يومئذ بسهم، فكان أول سهم رمي به في الإسلام، ثم انصرف القوم عن القوم، وللمسلمين حامية، وفر من المشركين إلى المسلمين المقداد بن عمرو ، وعتبة بن غزوان وكانا مسلمين، ولكنهما خرجا ليتوصلا بالكفار ، وكان على القوم عكرمة بن أبي جهل.

وقال ابن هشام: مكرز بن حفص بن الأخيف. قال ابن إسحاق: فكانت راية عبيدة فيما بلغنا أول راية عقدت في الإسلام. وبعض العلماء يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه حين أقبل من غزوة الأبواء قبل أن يصل إلى المدينة، وبعث في مقامه ذلك حمزة بن عبد المطلب بن هاشم إلى سيف البحر من ناحية العيص في ثلاثين راكبا من المهاجرين، ليس فيهم من الأنصار أحد، فلقي أبا جهل بن هشام بذلك الساحل في ثلاثمائة راكب، فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني، وكان موادعا للفريقين جميعا، فانصرف بعض القوم عن بعض، ولم يكن بينهم قتال. وبعض الناس يقول: كانت راية حمزة أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن بعثه وبعث عبيدة كانا معا، فشبه ذلك على الناس .

التالي السابق


الخدمات العلمية