صفحة جزء
وروينا عن أبي علي بن الصواف بالسند المتقدم إليه، حدثنا الحسين بن علي بن مصعب ، حدثنا محمد بن السري ، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة، قال: لما أشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيبر، وجد اليهود وهم في عملهم، معهم مساحيهم، فقالوا: محمد والخميس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين.

[ ص: 183 ] رجع إلى الأول: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من المدينة إلى خيبر سلك على عصر فبني له فيها مسجد، ثم على الصهباء ، ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه إلى خيبر، حتى نزل بواد يقال له الرجيع، فنزل بينهم وبين غطفان ليحول بينهم وبين أن يمدوا أهل خيبر، وكانوا لهم مظاهرين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغني أن غطفان لما سمعت بمنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر، جمعوا ثم خرجوا; ليظاهروا يهود عليه، حتى إذا ساروا منقلة سمعوا خلفهم في أموالهم وأهليهم حسا، ظنوا أن القوم قد خالفوا إليهم، فرجعوا على أعقابهم، فأقاموا في أهليهم وأموالهم، وخلوا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين خيبر، وتدنى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأموال، يأخذها مالا مالا، ويفتحها حصنا حصنا، فكان أول حصونهم افتتح حصن ناعم، وعنده قتل محمود بن مسلمة برحى ألقيت عليه منه.

التالي السابق


الخدمات العلمية